Ahmet Curabi Suçlanan Lider
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Türler
ولا ريب أن توفيقا على الرغم مما أنعم به عليه، يفطن إلى معنى الإنعام على عرابي، فهو تأنيب عملي لتوفيق على صلته بالدولتين، وهو في الوقت نفسه دليل على أن السلطان يريد أن يقول إنه يرى في عرابي المدافع عن حقوقه في مصر ...
وقد وصل الوسام ومعه فرمان من السلطان في اليوم الرابع من يوليو وسلمهما الخديو بيده لعرابي، معبرا له عن رضائه عنه وثنائه عليه لإخلاصه في أداء خدماته وانتباهه إلى واجبه. وشكره عرابي شكرا حارا على هذا العطف، كما أبرق عرابي إلى الآستانة يرفع شكره إلى السلطان، وجاءته برقية تتضمن رضاء السلطان عنه وثناءه على حسن سلوكه وإخلاصه لواجبه ...
وقد أظهر عرابي كياسة ولباقة في استلام الوسام، وذلك أنه أبى أن يتسلمه إلا من الخديو حتى لا يكون في تسلمه من مندوب السلطان معنى التحدي للخديو.
6
ولم يستشر توفيق في الإنعامات جميعا، وقد وزعها درويش مباشرة على أصحابها باسم السلطان.
7
ظن السلطان أنه يستطيع أن يستعيد نفوذه في مصر بالتفرقة بين الفريقين المتنازعين فيها: توفيق ومن يشايعه، وعرابي وأعوانه ...
لهذا جعل رئاسة الوفد لدرويش المعروف بالقوة وبكراهية العناصر الحرة، وجعل فيه أسعد مشيره في شئون من يتكلم العربية من رعاياه ومرجعه في دعوة الوحدة الإسلامية، واتفق الباب العالي وأسعد على «شفرة» خاصة للمكاتبات لا يعرفها درويش، وأفهم أسعد أن يلاين عرابي ويلقي في روعه أن السلطان راض عنه وعن حزبه كل الرضاء، فلا بأس عليه مما عسى أن يجد من غلظة من جانب درويش، وطلب كذلك إلى أسعد أن يطلع السلطان على حقيقة شعور المصريين، وخاصة علماء الأزهر، فكان أسعد في الواقع رقيبا على درويش الذي لا يأمن السلطان أن تصله هدايا توفيق ...
ويذكر جون ثينيه فيما كتبه عن مذبحة الإسكندرية وقد مهد لها بالكلام عن بعثة درويش أن درويشا كانت لديه أوامر سرية بأن يعمل على خلع توفيق إذا أمكنه ذلك توطئة لتعيين حليم ...
وأرسل الخديو مندوبا يستقبل الوفد في الميناء، وهو ذو الفقار باشا، وأرسل عرابي رسولا بصفته المهيمن يومئذ على الحكومة؛ إذ كان وصول الوفد بعد سقوط البارودي بعشرة أيام، وقد أحسن درويش لقاء المندوبين جميعا، الأمر الذي أسخط الخديو أشد السخط ...
Bilinmeyen sayfa