Ahmet Curabi Suçlanan Lider

Mahmud Hafif d. 1380 AH
117

Ahmet Curabi Suçlanan Lider

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Türler

ونورد بعد ذلك كتاب أحمد راتب باشا ونصه كما أثبته عرابي كما يأتي:

إلى ناظر الحربية المصرية أحمد عرابي بك

3

قد بلغت جلالة السلطان الأعظم المحادثة التي حصلت بيننا بالسكة الحديدية ما بين محطتي الزقازيق والمحسمة عند عودتي من الآستانة، وقد أحدثت تلك المحادثة سرورا عظيما عند جلالته، وأمرني أن أبلغكم محظوظيته الملوكانية. وإني بلغت جلالته المعاملة الحسنة التي عوملت بها، والإكرام الذي رأته عيناي مدة وجودي بالمحروسة، وجلالته أظهر عظيم محظوظيته، حتى إن الرضا الذي حصل عنده أقنع جلالته بحسن ولائكم وعبوديتكم أضعافا مضاعفة ...

هذا وقد سعى أناس في جعل جلالته يفتكر أنكم كنتم تسيرون على خطة مخالفة للطريق القويم، ولا أدري كيف ذلك، ونجحوا في تغيير فكرة جلالته نحوكم. وأما الآن بعد أن أوضحت لجلالته حقيقة المسألة أقسم لكم أن جلالته متأسف جدا لكونه سمع للأقوال الكاذبة والمختلفة التي بلغته عنكم، والذي يثبت لكم ذلك هو أن جلالته أمر بأن أحرر هذا لكم وأوضح لكم فيه الخواطر الآتية:

لا أهمية فيمن يكون خديو مصر، ويجب أن تكون أفكار والي مصر ومقاصده وسيرته خالصة من الشوائب، بحيث إن جميع حركاته تكون متجهة لصيانة مستقبل مصر ولتوطيد عرى العلاقات الوثيقة مع عرش الخلافة، وفي الوقت نفسه يجب عليه أن يظهر الغيرة التامة والإخلاص في تأييد حقوق البلاد، ويلزم أن يتصف بهذه الصفات كل من يتربع من الولاة على الأريكة الخديوية.

إسماعيل باشا وأسلافه، أولئك رشوا غالي باشا وفؤاد باشا ومدحت باشا ونائبيهم الخائنين في الباب العالي، وبعد أن أغمضوا عيون أولئك الموظفين المذكورين اجترأوا على ظلم المصريين وفرض الضرائب الثقيلة عليهم ومعاملتهم بالضغط والقسوة، وزيادة على ذلك فإنهم تداينوا ديونا ثقيلة وجعلوا المصريين يئنون تحت تأثير العبودية. واليوم حالتهم في نظر الدنيا تستدعي رأفتنا الخاصة بهم، فالمركز بأكمله في غاية من الضعف ويحتاج إلى البحث الدقيق وراء الدواء الشافي العاجل، وعليه يهمكم قبل كل شيء منع ما عساه أن يؤدي إلى التدخل الأجنبي، وألا تحيدوا عن الطريق الحق القويم، ولا تصغوا إلى الخلافات التي تسبب الخدعة، بل يجب عليكم في كل الأحوال منع حدوث المؤامرات الأجنبية التي يقصد منها إثارة الفتن بكل يقظة، وهذا هو غاية جلالة السلطان العظمى ...

وبما أننا سنكاتب بعضنا في المستقبل يلزمكم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم وقوع خطاباتنا في أيدي الغير، وأسهل طريقة وآمنها يمكنكم اتخاذها الآن هي أن تعطوا رسائلكم إلى الرجل الصادق الأمين الذي يحمل هذا، وآخر من الشيخ محمد ظافر، وأزيد على ذلك أنه من الضروري إرسال ضابط سرا يكون عالما بأحوال مصر ويكون بين أحد أصدقائكم الذين تضعون ثقتكم فيهم ليقدم إلى أعتاب جلالة السلطان تقارير مسهبة حقيقية عن أحوال البلاد، هذا وأرجوكم رد هذا بمعرفة الرجل الذي يحمل هذا الخطاب ... في 4 ربيع الآخر سنة 1299 الموافق 22 فبراير سنة 1882، ياور جلالة السلطان أحمد راتب ...

من هذا يتبين لنا أن الصلة كانت وثيقة بين عرابي والسلطان قبل مجيء بعثة درويش، وهو أمر له خطورته البالغة؛ فقد كان عرابي في نظر من يعلمون هذه الصلة من شيعته المدافع عن حرية المصريين وعن حقوق السلطان ضد إنجلترا وفرنسا، في حين ظهر الخديو بمظهر الناقم على المصريين ما يطلبونه من حرية والممالئ لسياسة الدولتين المعتديتين، وخاصة إنجلترا ... ولسوف تكون هذه الصلة أهم ما يدفع به محاميه عنه تهمة التمرد والعصيان يوم يساق هذا المجاهد السيئ الحظ إلى المحاكمة ...

ولقد أشار عرابي إلى أهمية هذه الصلة في تقريره الذي كتبه في السجن قبيل المحاكمة، فقال بعد أن أتم تاريخ هذه الصلة إلى ما بعد بعثة درويش: «لم يستنكر السلطان أبدا ما فعلنا، لا في أثناء تلك المفاوضات ولا فيما بعدها حتى وقتنا هذا، بل إن السلطان أيد أفعالنا بالقول وبالعمل، فكيف أكون مع ذلك متمردا؟! أليس يعد السلطان في نظر الأمة الإنجليزية صاحب السيادة على مصر؟!

Bilinmeyen sayfa