Ahmet Curabi Suçlanan Lider

Mahmud Hafif d. 1380 AH
108

Ahmet Curabi Suçlanan Lider

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Türler

3

وعاد مالت يقترح أن يستعان بالسلطان ليعيد النظام في مصر، وذلك بأن يرسل ضابطا من لدنه في أقرب وقت «وكذلك يرى توفيق أن مبعوثا تركيا يمكنه أن يسمع العسكريين صوته وأن يعيد إلى مصر الهدوء».

والحق أن سقوط الوزارة السامية قد هز البلاد من أعماقها، وبات الناس يتوقعون الاعتداء في كل لحظة، ولم تبق في البلاد هيئة أو طبقة إلا أسخطها مسلك الخديو. قال عرابي في مذكراته:

4 «وما طير البرق خبر استعفاء الوزارة واحتجاجها على قبول الخديو للائحة إنجلترا وفرنسا حتى بلغ الاضطراب في جميع بلاد القطر مبلغا عظيما، وأخذ القلق من النفوس مأخذا جسيما، فكثر اللغط وزادت بواعث الإيجاس والخوف، ثم حضر إلى العاصمة جميع أعيان البلاد ومستخدمي الحكومة، وقدموا لنا مئات العرائض بواسطة مديريهم محتجين فيها على عمل الخديو هذا وطالبين أحد أمرين: إما رفض اللائحة المشتركة المذكورة، وإما عزل الخديو الذي قبل تدخل الأجانب في أحوال البلاد الداخلية.»

ويتبين لنا مبلغ ما لقي توفيق من عسر في الاجتماعين اللذين عقدهما في الصباح وفي المساء برئاسته بسراي الإسماعيلية في اليوم التالي لسقوط الوزارة، ففي اجتماع الصباح حيث شهده النواب وكبار العلماء والأعيان وكبار الموظفين، عرض الخديو الوزارة على شريف باشا فاعتذر وأصر على اعتذاره، وحضر أثناء الاجتماع قنصل فرنسا العام ينبئ الخديو بأن برقية وردت عليه من حكومته تأمل فيها فرنسا أن يقبل شريف باشا الوزارة وستعضده الحكومة الفرنسية بكل جهودها، ولكن شريفا ظل على إحجامه وخوفه ... ثم اشترط أن يقبل وزارة الحربية معه عمر باشا لطفي محافظ الإسكندرية فرفض ذلك عمر باشا، وعرض الخديو رئاسة الوزارة على عمر فأشفق منها ...

وفي اجتماع المساء صارح الخديو المجتمعين بأنه سوف يشكل الوزارة برئاسته وستكون له وزارة الجهادية، ثم عاد يبين للمجتمعين ما حدا به إلى قبول مذكرة الدولتين، وهدد الخديو وتوعد وقال إنه مع عفوه عما مضى لن يسمح بعصيان أو مخالفة في المستقبل، ثم أراد أن يخفف من وقع البوارج الحربية فعاد يؤكد أنها ما جاءت إلا لأغراض سلمية ...

وكل ذلك يدل على مبلغ ما أحاط بتوفيق من حيرة كما يشير إلى شدة شعوره بما يجد في نفسه من حرج مما فعل، وإن تظاهر أنه لا يبالي بشيء ...

وتكلم طلبه باشا عصمت أحد الزعماء العسكريين، فقال يرد على تهديد الخديو: «إننا مطيعون جميعا للجناب السلطاني الشاهاني وللجناب الخديو، ولكن هذه اللائحة يستحيل علينا تنفيذها، ولا حق للدولتين في طلب تنفيذها، فهي تتعلق بمسائل من اختصاص الباب العالي أن ينظر فيها، ويستحيل علينا قبول أحد رئيسا للجهادية خلاف رئيسنا أحمد عرابي باشا.»

5

وفي هذا الكلام تحد صريح للخديو يدل على مبلغ ما كان في نفوس العرابيين من استياء منه، ومن حماسة وطنية أوقد جذوتها مسلكه بانحيازه إلى الأجانب.

Bilinmeyen sayfa