Babamdan Hayaller: Bir Irk ve Miras Öyküsü

Barack Obama d. 1450 AH
54

Babamdan Hayaller: Bir Irk ve Miras Öyküsü

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Türler

بدت هذه الملحوظة الأخيرة وكأنها فاجأت الرجل، وأخيرا عاد ماركوس للمشاركة في الحوار، وذكر أحد أقوال مالكولم إكس المأثورة القديمة عن الاختلاف بين زنوج المنزل وزنوج الحقل. لكنه تحدث كما لو أنه لم يكن مقتنعا بكلماته، وبعد بضع دقائق نهض فجأة واتجه نحو الباب.

لم أتحدث أنا وماركوس عن ذلك الحوار قط. ربما لم يكن هذا سيفسر شيئا؛ فقد كانت هناك أسباب أكثر من كافية لشخص مثل ماركوس كي لا يشعر بالارتياح في مكان مثل أوكسيدينتال. بالإضافة إلى أنني في الشهور التي تبعت بدأت ألاحظ تغيرات على ماركوس، كما لو أن أشباحا هربت عبر شقوق عالمنا الآمن المشمس وتطارده . في البداية أصبح أكثر تعبيرا عن فخره العنصري. فاعتاد ارتداء ملابس مطبوع عليها صور أفريقية في الفصل، وبدأ في محاولة إقناع الإدارة بأن تكون هناك مدينة جامعية مخصصة لإقامة السود فقط. وبعد ذلك أصبح أكثر تحفظا. وبدأ يهمل حضور المحاضرات، وزاد تعاطيه للماريجوانا. وأطلق لحيته وترك شعره ينمو في جدائل طويلة.

وفي النهاية أخبرني أنه سيأخذ إجازة من الدراسة لبعض الوقت. قال: «إنني أحتاج إلى راحة من هذا الهراء.» كنا نسير في متنزه في كومبتون نقضي بعض الوقت هناك في احتفال يستغرق اليوم بأكمله، وكان يوما جميلا. الجميع يرتدون شورتات قصيرة، والأطفال يصيحون وهم يركضون على الحشائش، لكن ماركوس بدا مشتت الانتباه ونادرا ما يتحدث. ولم يبد أنه عاد إلى الحياة مرة أخرى إلا عندما مررنا بفرقة تعزف على طبول البونجو. جلسنا إلى جوارهم أسفل شجرة والصوت يأسر انتباهنا، وراقبنا الأيدي السوداء التي لا تكاد تتلاحم وهي ترقص. وبعد وهلة بدأت أشعر بالملل فمشيت بعيدا عنهم وتحدثت إلى سيدة جميلة تبيع فطائر باللحم. وعندما عدت كان ماركوس لا يزال في المكان نفسه، لكنه بدأ يعزف هو الآخر، فوجدته يجلس القرفصاء بقدميه الطويلتين وعلى حجره طبلتا بونجو صغيرتان استعارهما. ومن خلال ضباب السجائر الرقيق الذي أحاط به كان وجهه جامدا يخلو من التعبيرات، وعيناه شبه مغمضة كما لو كان يحاول إبعاد ضوء الشمس. راقبته لساعة تقريبا وهو يعزف دون إيقاع أو اختلاف في الأصوات، لا يفعل شيئا سوى القرع على الطبلتين بعنف كما لو أنه يدفع بعيدا ذكريات لا يعرفها أحد. وفي ذلك الوقت أدركت أن ماركوس يحتاج إلى مساعدتي مثلما أحتاج أنا إلى مساعدته، وأدركت أيضا أنني لم أكن الوحيد الذي يبحث عن إجابات.

في تلك اللحظة نظرت إلى الشارع المهجور في نيويورك. هل يعرف ماركوس إلى أين ينتمي؟ هل يعرف أي منا؟ أين الآباء والأعمام والأجداد الذين يمكنهم المساعدة في تفسير هذا الجرح العميق في قلوبنا؟ أين مداوو الجراح الذين يمكنهم مساعدتنا في إنقاذ المعاني من الهزيمة؟ لقد رحلوا ، اختفوا، ابتلعهم الزمان. ولم يتبق سوى صورهم المشوشة وخطاباتهم التي تصل مرة واحدة في العام محملة بالنصائح غير الثمينة. •••

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير عندما زحفت عبر سياج يقود إلى زقاق. ووجدت بقعة جافة، فوضعت حقائبي أسفل جسدي وسقطت في سبات عميق وصوت الطبول يشكل أحلامي برقة. وفي الصباح استيقظت ووجدت دجاجة بيضاء تفتش بمنقارها في القمامة بالقرب من قدمي. وعلى الجانب الآخر من الشارع كان هناك متشرد يغتسل من صنبور مياه مفتوح، ولم يعترض عندما انضممت إليه. وفي الشقة لم يكن أحد يجيب، لكن صادقا رد على الهاتف عندما اتصلت به وأخبرني أن أستقل سيارة أجرة إلى شقته في حي «أبر إيست سايد».

وفي الشارع استقبلني صادق، وهو باكستاني قصير القامة قوي البنيان جاء إلى نيويورك من لندن قبل عامين، ووجد أن سخريته اللاذعة ورغبته الجريئة في تكوين ثروة مناسبتان تماما لأجواء المدينة. وقد تجاوز فترة الإقامة المسموح له بها في تأشيرته، وأصبح يكسب عيشه بالعمل نادلا ضمن القوى العاملة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يستبدلون بسرعة في نيويورك. وعندما دخلنا الشقة وجدت سيدة في ملابسها الداخلية تجلس على طاولة المطبخ، ومرآة وماكينة حلاقة إلى جوارها.

بدأ صادق يقول: «صوفي، هذا باري ...»

فصححت له: «باراك» وأنا أضع الحقائب على الأرض. لوحت السيدة بعدم اكتراث، ثم أخبرت صادقا أنها ستكون قد رحلت عندما يعود. تبعت صادقا إلى الأسفل مرة أخرى ثم ذهبنا إلى مقهى يوناني على الجانب الآخر من الشارع. واعتذرت مرة أخرى لأني اتصلت به في وقت مبكر للغاية.

فقال: «لا تقلق.» وتابع: «لقد كانت تبدو أجمل بكثير ليلة أمس.» ثم أخذ يفحص قائمة الطعام ثم وضعها جانبا. وسألني: «أخبرني، يا بار- عفوا. باراك. ما الذي جاء بك إلى مدينتنا الجميلة؟»

حاولت أن أشرح له. فأخبرته أنني قضيت الصيف أفكر في شباب أهدر هباء، وحالة العالم وحالة روحي. وقلت: «أريد أن أصلح الأمور.» وتابعت: «أريد أن أجعل من نفسي إنسانا ذا فائدة.»

Bilinmeyen sayfa