نقضت التوبة؛ ولأنه يخاف عليه إذا راودها أن يقع في ذنب معها.
والذين اشترطوا امتحانها قالوا: لا يعرف صدق توبتها بمجرد القول، فصار كقوله:
﴿إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن﴾ (٥٥)
والمهاجر قد يتناول التائب، قال النبي ﷺ:
((المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، والمهاجر من هجر السوء)) (٥٦).
فهذه إذا ادعت أنها هجرت السوء امتحنت على ذلك. وبالجملة لا بد أن يغلب على قلبه صدق توبتها.
وقوله تعالى: ﴿ولا متخذي أخدان﴾: حرم به أن يتخذ صديقة في السر تزني معه لا مع غيره، وقد قال سبحانه في آية الإماء:
﴿ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات؛ والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض؛ فانكحوهن بإذن أهلهن؛ وآتوهن أجورهن بالمعروف؛ محصنات غير مسافحات؛ ولا متخذات أخدان؛ فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب﴾ (٥٧).
فذكر في ((الإماء)) محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان، وأما ((الحرائر)) فاشترط فيهن أن يكون الرجال محصنين غير مسافحين. وذكر في
(٥٥) سورة: الممتحنة، الآية: ١٠.
(٥٦) أخرجه البخاري في صحيحه، الباب ٤ من كتاب الإيمان، والباب ٢٦ من كتاب الرقاق. وأبو داود في سننه، الباب ٢، ١١، ١٢ من الوتر، والباب ٢ من كتاب الجهاد. والنسائي في سننه، الباب ٩ من كتاب الإيمان. وابن ماجة في سننه، الباب ٢ من كتاب الفتن. وأحمد بن حنبل في المسند ١٦٣/٢، ١٩٢، ١٩٣، ٢٠٥، ٢٠٦، ٢٠٩، ٢١٢، ٢١٥، ٢٢٤، ١٥٤/٣، ٢١/٦، ٢٢.
(٥٧) سورة: النساء، الآية: ٢٥.
46