47

Ahkam al-Siyam

أحكام الصيام

Soruşturmacı

محمد عبد القادر عطا

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yılı

1406 AH

Yayın Yeri

بيروت

أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم﴾ (٢٨).

واستجيب فيهم دعوة الخليل حيث قال:

﴿ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم؛ إنك أنت العزيز الحكيم﴾ (٢٩).

وقال:

﴿لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ (٣٠).

فصارت هذه الأمية: منها ما هو محرم. ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو نقص، وترك الأفضل. فمن لم يقرأ الفاتحة، أو لم يقرأ شيئاً من القرآن تسمية الفقهاء في (باب الصلاة) أمياً. ويقابلونه بالقارىء، فيقولون: لا يصح اقتداء القارىء بالأمي. ويجوز أن يأتم الأمي بالأمي. ونحو ذلك من المسائل وغرضهم بالأمي هنا الذي لا يقرأ القراءة الواجبة سواء كان يكتب أو لا يكتب، يحسب أو لا يحسب.

فهذه الأمية منها ما هو ترك واجب يعاقب الرجل عليه. إذا قدر على التعلم فتركه.

ومنها ما هو مذموم كالذي وصفه الله عز وجل عن أهل الكتاب حيث قال:

﴿ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون﴾ (٣١) فهذه صفة من لا يفقه كلامَ الله ويعمل به، وإنما يقتصر على مجرد تلاوته.

كما قال الحسن البصري: نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً. فالأمي هنا قد يقرأ حروف القرآن أو غيرها ولا يفقه. بل يتكلم في العلم بظاهر من

(٢٨) سورة الأنعام، آية: ١٥٥. (٣٠) سورة: آل عمران، آية: ١٦٤.

(٢٩) سورة: البقرة، آية: ١٢٩. (٣١) سورة: البقرة، آية: ٧٨.

47