كان ميدان بلاس دي جريف يعج بالفوضى! فكانت الأسمال البالية والشرائط والريش وبقع الشمع تكسو الميدان. كان أصحاب المتاجر جميعهم بالخارج يحيون أي أحد يمر.
كان هناك أعضاء من الحرس الملكي يقفون بجانب عمود التشهير لحراسته طوال النهار. وكان الناس يعلمون أن ذلك يعني أن هناك من سيعاقب في ذلك اليوم، فانتظروا.
وسرعان ما دوت الصيحات عند إحضار كوازيمودو. كان مشهدا عظيما لملك المهرجين الذي صار الآن سجينا ذليلا. لكن كوازيمودو ظل هادئا؛ فلم يصح أو يبك.
قال جيون لجوان: «انظر إليه! ليست لديه أية فكرة عما سيحدث له.»
اقتاد رجل مخيف الهيئة كوازيمودو إلى عمود التشهير. وعندما أدرك كوازيمودو أن الكتل الخشبية الضخمة ستكون سجنه أخذ يرتعش. أدت النظرة التي ارتسمت على وجهه إلى ضحك الجميع، إذ كان مرعوبا. جذب الرجل ذراعي كوازيمودو نحو عمود التشهير، وأدخل رأسه عنوة في المكان المخصص لذلك. في بداية الأمر، قاوم الأحدب وهز عمود التشهير بكل ما أوتي من قوة، لكن أحكم غلقه بعد ذلك. فسقط وجه كوازيمودو، وأغلق عينه وسمح لرأسه بأن تهبط بالقدر الذي يسمح به السجن الخشبي.
الفصل الثامن
ثقب الفئران
كان المبنى الموجود غرب الميدان مملوكا في الماضي لامرأة شابة جميلة أصابها حزن شديد بعد وفاة والدها في إحدى الحروب. بكت والدها بإغلاق المنزل عليها، والعيش في غرفة بالغة الصغر في الطابق الأول. وعندما توفيت تركت المنزل ليستخدم في غرض واحد فقط؛ أن يكون مكانا لبكاء الأحباب. كانت الغرفة الصغيرة المغلقة والمظلمة، فيما عدا نافذة ذات قضبان وبلا زجاج، معروفة في الميدان باسم «ثقب الفئران». وعاشت داخلها عجوز شمطاء.
في اليوم الذي نقل فيه كوازيمودو إلى عمود التشهير، كانت هناك سيدتان تسيران نحو ثقب الفئران؛ إحداهما تدعى آن، وهي زوجة العمدة. أما الثانية، فهي قريبة لها أتت من الريف وتدعى صوفي. كانت صوفي تمسك بيد ابنها، واسمه أوستاش، وكان يحمل كعكة للسيدة العجوز.
قالت آن: «هيا يا صوفي! لا نريد أن نتأخر. قال زوجي إن الأحدب لن يبقى بعمود التشهير سوى ساعة واحدة، مما لا يترك لنا متسعا من الوقت لفعل الخير وإعطاء الكعكة للعجوز الشمطاء.»
Bilinmeyen sayfa