القرد في المرآة
نظر قرد في مرآة؛ فرأى شبحا قبيح المنظر يحدق فيه، فأدار وجهه إلى دب كان واقفا إلى جانبه، فوكزه بمرفقه، وقال له: انظر! ما أقبح كلحة هذا الحيوان المخيف الذي أرى في المرآة، فلو كانت هذه السحنة - الهيئة - البشعة لي لقضيت على نفسي؛ كي لا يتضرر غيري من رؤيتي.
ولا أخفي عنك أني شاهدت بين أصحابي بعض وجوه، لها مثل كلوحة هذا الوجه، وأظن عددها لا يتجاوز الخمسة أو الستة، بين عدد وافر من هؤلاء الأصحاب الذين يزيد عددهم على مائة أو مائتين أو ...
فقاطعه الدب قائلا: «هون عليك يا صاح، ولا تكلف خاطرك مشقة إحصاء أصحابك، بل انظر إلى المرآة جيدا، تر فيها نفسك فتعرفها.» «يا عائب لا تعب، فلعل يكون لك في العيب نصيبا!»
الفار1 والوزة2 والسمكة والحنجل3
اجتمع أربعتهم لجر مركبة صغيرة ليس عليها ثقل،
4
وأخذ كل منهم مكانه حول المركبة، وشرعوا في عملهم بكل إخلاص، ولكن المركبة لم تتزحزح قيد أنملة،
5
وأعادوا الكرة؛ بعد أن تباحثوا وتشاحنوا لمعرفة أيهم المقصر في بذل جهده أسوة بشركائه، وبعد أن تفاهموا وتصالحوا وتعاهدوا على الإخلاص في العمل، بدءوا محاولتهم الثانية لجر المركبة، ولكنها على رغم إخلاص كل منهم في عمله، لم تتقلقل من مكانها.
Bilinmeyen sayfa