5
يا صاح، ولا تتذمر، واعلم أن دفقة المطر التي صحبت زيارة المزنة السوداء القصيرة الأمد، قد أحيت ما كان مشرفا على الهلاك عطشا؛ من النبات والحيوان، هذا ما فعلته المزنة السوداء فجعلت الناس يضجون بالهتاف لها.
والآن خبرني بربك عما أسديته أنت إلى هؤلاء الناس في أثناء كل هذه العصور والأجيال التي قضيتها عندهم، حتى تنتظر منهم أن يلهجوا بحمدك؟
وثق أن وجودك هنا سواء لديهم والعدم، كما قال الشاعر:
وكل من لا خير منه يرتجى
إن جاء
6
أو راح على حد سوا
الغراب القدير1
حدث ذلك في عام 1812 عندما اقترب جيش «نابليون» من «موسكو» عاصمة «روسيا» القديمة؛ حيث نصب القائد الروسي شركا لنابليون وجيشه؛ جاعلا طعمه مدينة «موسكو» العظيمة، وذلك أن أمر بإخلائها من كل ما كان فيها من إنسان وطير وحيوان، وكل ما يمكن حمله من طعام ولباس وفراش، ثم إحراقها بكل ما يبقى فيها قبل وصول العدو إليها بوقت قصير، حتى لا يجد هناك ما يمكن أن ينتفع به لدفع غائلة شتاء «روسيا» القارس.
Bilinmeyen sayfa