Köy Hikayeleri: Öyküler ve Anılar
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Türler
فحرت في أمري وكدت أصدق ولكني تذكرت كلمتك: لا تصدق قبلما تجرب. فقلت لفنيانوس: وهذي الأذن أذن أيش؟
فأجاب: والو، أذن غنم. - وهذا الناب؟ - ناب غنم. - وهذا الصوف. - فهز رأسه وقال: صوف غنم. كبر عقلك.
ولما ضاقت حيلتي أمسكت بذنب الكلب فكشر عن أنيابه، فقلت له: وهذا الذنب ذنب أيش.
فقال لي: ذنب غنم يا منصور، قلت لك كبر عقلك.
ولما عجزت عن إقناعه وكدت أنا أصدق أنه غنم، قلت في نفسي، ما بقي إلا حجر واحد، اضربه يا ولد في الجوزة. وكأن فنيانوس فطن للعبة، فوقف ينفض ما علق من التراب بذيل شرواله استعدادا للذهاب، وما خطا خطوتين حتى صحت بالكلب: امسكه بارود. وأخذ (كبر عقلك) يركض والكلب يركض، وأنا أصرخ: كبر عقلك لا تهرب هذا خروف.
يا ليتك كنت حاضرة. كانت ضحكة لمن يضحك. فضحكت الأم بملء فيها، وقد أعجبها انتصار ابنها، وتضاحك الأب. وقد ارتاح إلى تقهقر فنيانوس أمام ابنه منصور، فقال لزوجه: تهنيك السلامة. لا يهمك شيء. ما على قلب منصور شر إذا راح وحده ليشتري العجل.
وعصاري ذلك النهار بارح منصور البيت متوكئا على عصا زعرور ذات عقد كان يسميها عصا الكلاب. وشرع منذ خرج من الضيعة يسأل كل فلاح يمر به عن عجل علوه كذا وصفته كذا. وكل فلاح يرشده إلى ما رأى وشاهد.
المهمة صعبة فقلما يبيع فلاح ثوره في بدء الربيع. لا يباع إلا العجل الذي فيه عيب، وهذا ما لا يريده منصور فأخذ يردد في طريقه: بعنا عجلنا لأنه ينفخ على الأولاد الصغار فمن يدرينا أننا لا نشتري عجلا ينطح الكبار. حقيقة أن مسألة شراء العجول مسألة دقيقة.
ووقف هنيهة يتأمل سوء المصير ويحسب للمستقبل ألف حساب. ثم مشى وهو يقول: الدنيا قسمة ونصيب. امش يا صبي، ما أحلى ما يقدر الله. وبعد ساعات بلغ مفترق الطرق فتحير أين يذهب، إلى جاج أم إلى مشمش. وبعد استراحة قليلة على العين أكل نقرة مما زودته به أمه، وحاول أن يشرب فلم يستطع لأن قامته القصيرة جدا لا تكفي للانحاء فوق الجرن الكبير وبلوغ رأس النبع، فالتفت يمنة ويسرة وإذ لم ير أحدا شرب من الحوض ومشى، فعلت نحنحة وقهقهة من أحد البيوت فمشى ولم يلتفت.
ودخل قرية جاج قرب الغروب يسأل عن العجل المطلوب، فأراه السمسار عدة عجول، فأعجبه واحد منها، ولكنه استغلاه فترك جاج قاصدا ترتج.
Bilinmeyen sayfa