Köy Hikayeleri: Öyküler ve Anılar
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Türler
وما تذكرت روداج الدكتور حتي إلا عندما قمت من صرعتي المشئومة صباح يوم 23 تموز، وكان يوم سبت، كأن الله الذي استراح من جميع أعماله أراد أيضا أن يستريح مني، ولكن شيئا من ذلك لم يكن فأسرعت إلى بيروت، بل أسرع بي أولادي إلى الدكتور حتي فاستقبلني تلميذي الطاهر الدكتور حتي الثاني، وأحلت إلى الاستيداع في مستشفى سان شارل. وبعد هنيهة دخل علي الدكتور حتي وقال: ما جئت إلا بعد أن عملت أكسيدان؟! ثم راح يفتش عن الموتور. وما كان أشد تعجبي حين قال: إنه ما زال صالحا. الموتور بضاعة قديمة، وكذلك المراوح والمصافي إذن لا يزال في اليد حيلة. وأخذ الأطباء معاونو الدكتور يروحون ويجيئون، يفحصون ويدققون ومشت أسراب الراهبات والممرضات فتخيلتهن كما قال شوقي في وصف سقف كنيسة آجيا صوفيا في عهدها البيزنطي:
فمن ملاك في الدجى رائح
إلى ملاك في الدجى مغتد
هذه تحمل علاجا يبلع، وتلك في يدها إبرة تزج، وهاتيك تجيء بميزان الحرارة، وغيرها تحصي أنفاسي ونبضي. قيامة قائمة.
وإذا سألتني رأيي فيهن أجبتك بالمثل العربي القديم: لا رأي لحاقن كنت مشغولا في جسدي لا أرى الوجوه إلا صفراء. وإخال الابتسامات جهشة المتباكي.
دعاني الدكتور حتي بالأمس إلى الروداج، فإذا بسيارتي أمست اليوم بحاجة إلى نفض. قالوا: إن هارون الرشيد احتبس ليلة ما، فتمنى لو يعطي نصف ملكه بتلك الليلة ويستريح من تلك الملعونة، أما أنا فماذا أقول؟ بل ماذا أعطي؟ بل هل أنتظر شيئا مما ينتظر الرشيد من جوار، سبعة عشر يوما قضيتها بلا نوم، لم تغمض لي عين ولا هدأ لأولادي قلب، سيارتي في الكاراج والله أعلم متى تخرج، وكيف تخرج؟
كان امرؤ القيس ينتظر نجوم الليل ويراقبها. أما أنا فكنت أراقب من باب غرفتي الخلفي مصابيح السان جورج ولافتة بالم بيتش، وهيهات أن تخبو تلك الأنوار، وكثيرا ما حدثتني نفسي عند اشتداد الأزمة أن أتدهور من البلكون وأستريح من تلك الآلام التي لا تطاق.
كانت ابتسامة الدكتور إسكندر والدكتور كنعان تشجعني على الطمع بالنجاة، وبقيت كذلك حتى جاء خبر العملية. كانوا فيما مضى يقولون: آخر الدواء الكي، أما في هذا العصر فآخره شق البطن، ومن ينتظر العملية كمن يلقي بنفسه في أشداق حوت يونان، ثم ينتظر أن يبصقه، وهل من حوت أوسع شدقا وأحد أنيابا من الموت؟!
وأخيرا جاء الجراح النطاسي الدكتور بولس يقول: إننا نسن السياخ. فهززت برأسي وقلت له:
إذا لم يكن غير الأسنة مركبا
Bilinmeyen sayfa