Köy Hikayeleri: Öyküler ve Anılar
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Türler
وجس الوالد نبضي ليعلم أين تكمن الفكرة الكهنوتية وأين غورت؟ فرأى مني رجلا رصينا متكتما، بعيد القعر، كأني أحد دهاة الإنكليز. وأخيرا قلت له: قبل ست سنين لا أستطيع الصعود إلى هذه الدرجة المقدسة، وفي ست سنين يموت ألف ويعيش ألف. فلنصبر.
ففتل وجهه عني وقال: على مهل. لا تستعجل. إياك لئلا تقع وتفك رقبتك. السلم عال.
ولا أدري كيف غلطت وتمثلت بهذا البيت:
ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها
فصفق كفا على كف واستضحك وقال: اكتمل النقل بالزعرور. ثم طفق يصيح: يا أم مارون، اسمعي ابنك البيروتي صار مثل الخوري نعمة الله حنون. كنا بمصيبة صرنا بثنتين. هاتي من يترجم بيننا وبين الأفندي البري.
وفي ذات ليلة خبرته أني ذاهب إلى بيروت لأحرر جريدة، وأعلم في اليسوعية والفرير، فوضع طوقه في كفه وقال: أنا لا يعنيني، شاور الست كاترينا، صار الحكم للنسوان، هذي طبخة أمك.
قال هذا بغضب وسط، وتركني وهو يردد: كلي واشبعي يا أم مارون. عمر بيتك.
وبعد أسبوع كنت محرر جريدة الروضة مع ذلك الرجل التقي النقي المرحوم خليل طنوس باخوس. وبعد عام مات الدبس فقمنا بما يقضي به الوفاء نحو الفقيد العظيم. وخلفه المطران بطرس شبلي، فهبت الطائفة بزعامة يوسف الهاني تطلب أن يكون لها مجلس ملي كغيرها من الطوائف الشرقية. وكان يومئذ قد انتدبني الصديق عبود بك أبي راشد لتحرير جريدة النصير لسان حال المطالبين بالمجلس، فأخرجت من كلية القديس يوسف، والفرير، وهكذا انقطع الحبل بيني وبين مدرستي.
وظللت أحن إلى آمالي التي ماتت في زواياها وذكرياتي المدفونة بين جدرانها. بعدت الشقة بيني وبينها، وأنكرتني لتطرفي. أما أنا فبقيت أذكر أيامها بالخير مع أنني ركعت في قاعة الدرس قبل انتهاء دراستي بأسبوعين وكان شاربي فترا وأكثر.
Bilinmeyen sayfa