Köy Hikayeleri: Öyküler ve Anılar
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Türler
فقلت: ومريم العذراء؟
فارتبك جدي وكز على أسنانه، وقال: اقرأ قدامك، كمل. احذف البيت. هذا كثير على واحدة مثل أم أنطون.
فقلت: ولا شك أنها ذهبت من دار الأتراح، لتحل في الضراح.
فصرخ: أيش هو الضراح؟ ما كفاك أنك قتلتنا بالسجع حتى تهلكنا بهذه الألفاظ الوحشية.
فقلت: الضراح هو البيت المعمور في السماء الرابعة. فصرخ: وهذا أيضا من فضل معلمك؟ ليتني أعرفه لأحش لحيته ولو وقعت في (الحرم) من ذات الفعل. لا يا جدي. اكتب اكتب: ولا شك أنها ذهبت من دار الفناء لتلقى ربها في دار البقاء.
فكتبت ما أملاه وقرأت: إن فقيدتنا الجليلة أم صالحة قديسة، وستحل - ولا شك - بالمكان المعد لها من قديم الأجيال.
فرقصت لحية جدي الدبكة، ودفعني بيديه الثنتين فاستلقيت على ظهري، وصرخ: قم عني يا بغل، أنت بابا حتى تثبت قديسين؟ القداسة! قضينا تسعين سنة بالصلاة والصوم وخوف الله، وقلبنا يدق خوفا من تلك الساعة. وأنت تثبت أم أنطون قديسة بشطحة قلم! هذا رثاء؟! هذا طق حنك. سجع ومزع. كلام فارغ مثل رأس الذين علموك.
فلملمت قوامي المسفوح، ونهضت متأثرا من تلك الخيبة المرة ومن هاتيك الساعة طلقت الغريب والسجع، وهجرت الغلو ، واعتصمت بالواقع.
كيف تعلمنا
أظن أن للأبجدية التي أبصرت النور على شاطئنا عملا عظيما في العقلية اللبنانية. لقد فصلنا الدهر المستهزئ ببنيه عن ذلك الزمن الحافل بالأمجاد، ولكننا مشينا في ظهور جدودنا نحلم في كل عصر بالقراءة والكتابة. فمنذ قرن وأكثر كان شعار اللبناني المثقف دواة يشكها في زناره، سيان في ذلك من يلبس غنبازا يجرر أذياله، وهي الصورة الغالبة على هؤلاء كالشيخ ناصيف اليازجي، أو من يلبس سروالا كالمعلم بطرس البستاني.
Bilinmeyen sayfa