Mazini'nin Hadisleri
أحاديث المازني
Türler
وإلا فسدت».
فأقطع ورقة وأمضغها فأجد طعم الملوخية ولا أجد طعم الفجل، وكنت أهمل أن أكتب أسماء البذور على الورق الذي أحفظه فيها وأعتمد على الذاكرة والذكاء فيختلط علي الأمر، وأروح أظنني زرعت جزرا فإذا هو خيار، وكنت لجهلي ألقي النزر ولا أعني بإعداد الأرض وإخلائها من الحجارة، وكانت أرض هذه الحديقة جلدة في مواضع كثيرة وفي بطنها حجارة غليظة مختلفة بطينها، فلا يخرج شيء مما يقع على هذه الجلاميد. فكانت الشقراء تنبهني إلى ذلك وتعرفنيه. وكنت ربما تركت في الشتاء ما لا يبقى عليه أصله، وقلعت ما يبيد الشتاء فرعه ويبقي أرومته، فتصلح لي من خطئي ما يتيسر إصلاحه، ولم أكن أعرف الفرق بين ما يسمو من النبات صعدا ويستغني بنفسه، وما يحتاج، وهو يسمو، إلى ما يتعلق به ويرقى فيه، وما يتسطح على وجه الأرض، فأغرس الأعواد لما ينبت مفترشا، وأدع ما يحتاج إلى التعلق بلا عصب، فكانت هي تعلمني وتقوم المعوج وتعالج ما أفسدت.
ثم حدث أن شركة الماء وضعت لنا في البيت «عدادا» يحاسبنا على القطرات بعد أن كنا نأخذ بلا حساب، ولا ننقدها في الشهر إلا خمسة عشر قرشا، فأرهقني هذا «العداد» وكلفني فوق ما أطيق، وصرت بين أمرين إذا أبقيت على الحديقة جعت وتضورت، فإن أرضها كثيرة الرمل يذهب فيها الماء ولا يبقى منه للنبات ما يكفيه، فحاجتها إلى السقى لا تنقضي، وإذا أنا ضننت بالماء ذهبت الحديقة. فشق علي ذلك واشتد همي، وطال وجومي من جرأته. ورأت هي اغتمامي وسهومي فسألتني فأنضيت بشجني فقالت: «احفر بئرا».
قلت: «إيه؟ أحفر بئرا؟»
قالت: «نعم. ماذا يمنع أن تفعل؟»
قلت: «يمنع أن هذه أرض مضرسة، حشوها حجارة ولا يمكن أن يكون في جوفها ماء».
قالت: «من أدراك؟ إني أعتقد أن في أرضك ماء غزيرا».
قلت: «أما الحرث والزرع فشيء عرفنا أنك تعرفينه، وإن كنت لا أدري من أين جاءك هذا العلم، وأما الآبار وحفرها..».
فقاطعتني وقالت: «أظنني أستطيع أن أدلك على موضع العين في هذه الأرض - غدا في النهار أختبر الأرض وأجسها».
وفي عصر اليوم التالي جاءت وفي يدها عود على هيئة اللام، ألف ولكن في ساقه، قبل موضع التشعب، طولا وقالت: «أنظر. سأجس الأرض بهذا» ورفعته لعيني.
Bilinmeyen sayfa