Mazini'nin Hadisleri
أحاديث المازني
Türler
قلت: «إذن امسحي الأحمر الذي صبغت به شفتيك أو دعيني أمسحه لك بهذا المنديل.. إنه نظيف».
قالت: «كلا» وأصرت على الرفض والتأبي.
فقلت: «ألا تدركين أنك مغرورة» فاحمر وجهها كأنما أفرغت على وجنتيها كل ما في الدنيا من الأحمر.
فقلت وتعمدت أن أثقل عليها: «نعم مغرورة.. ولم أكن أحسب شوقي رحمه الله صدق في قوله والغواني إلخ.. تعرفين الباقي.. وأحسبك تتوهمين أن حياتي رهن بأن تمسحي هذا الأحمر.. أو أن روحي معلقة بشفتيك وما يكون أو يكون عليهما من الأصباغ السخيفة.. ثقي أن الأمر ليس كذلك.. إنما أنصح لك بمسح الأحمر لأنه..».
وأمسكت إشفاقا عليها من اللفظ القاسي الذي كان على لساني فسكتت ولم تقل شيئا.
والغريب أنها بعد أن نزلت أمام منزلها وودعتها تعمدت أن تقد هنيهة قبل أن تدخل من الباب وتخرج منديلا صغيرا وتمسح به الأحمر عن شفتيها وفي يدها الأخرى مرآة الحقيبة..
وكان هذا آخر عهدي بلقائها وكلامها.
ولا تزال المعركة ناشبة وأحسبنا سنمل هذه الحرب الباردة - حرب الشفاه الممطوطة والأكتاف المهزوزة والإشاحة بالوجه والإعراض بالعين وتقطيب الحواجب وتجعيد الجبين إلى آخر هذه المناظر المضحكة ولولا أني لا أعدم القدرة على رؤية الجانب المضحك لانفلقت ولكنت حريا أن ألقي السلاح وأعدل عن الكفاح ولكنها هي متكبرة.. أوه جدا جدا.. وأنا كما تعرف.. دائم الضحك - هذا أولا - وأما ثانيا فإني لا أنفك أقول لنفسي لقد عشت قبل عهدها دهرا طويلا لا تحس بالحاجة إليها ولا تعرف أنها موجودة. وأنك الآن تحيا بغيرها ولا تعدم نعيما تفيده بدونها ومن غير طريقها فماذا ينقصك ولماذا تعني نفسك بالتفكير في الأمر كله.. دع كل شيء للظروف والمصادفة.. وليكن ما يكون..
ولكن يخطر لي أحيانا أني قد ألقاها ولا أرى على شفتيها هذا الأحمر فماذا يكون العمل حينئذ.. أقول لك.. دع هذا أيضا للمصادفة وإلهام الساعة فإن التدبير هنا قلما يجدي أو يصح..
ولكن ضحكي يحنقها وابتسامي يثير سخطها وأنا لا أستطيع أن أكره نفسي على التعبيس بلا موجب وهذا هو البلاء والداء العياء فإنها تتوهم أني أسخر منها فتزداد لجاجة في الصد والإعراض. وأحسبني سأظل هكذا أبدا.. أفسد على نفسي متع الحياة بسوء تصرفي وقلة حكمتي فلا حول ولا قوة إلا بالله.
Bilinmeyen sayfa