Mazini'nin Hadisleri
أحاديث المازني
Türler
هذا ما يقوله الأديب العربي الكبير إبراهيم عبد القادر المازني الذي نحتفل اليوم بذكراه الثانية عشر.
وهذا هو المازني الذي نقدمه إلى قراء العربية في يوم ذكراه في كتاب جديد لم يسبق نشره.
لقد أعطى المازني للناس من حياته وقلبه وخلجات فكره مادة غزيرة بأسلوبه الذي تفرد به.
لقد شاءت المصادفات أن يكون تاريخ مولد المازني هو نفس تاريخ وفاته فقد ولد يوم 10 أغسطس سنة 1889م وتوفي يوم 10 أغسطس سنة 1949م. والمازني الساخر لم يرهب الموت بل ودع الحياة بنفس الابتسامة التي واجه بها الحياة.
إن أدب المازني سيظل محفوظا في صدر التاريخ.. وسيظل ثروة لوطنه ولأبناء العروبة.
عبد الواحد الوكيل
مقدمة
بقلم إبراهيم المازني
أترى يرضى كل امرئ عن نفسه.. أحسب أن الجواب نعم، وقد يتمنى ما أوتي سواء من جاه أو مال أو فصاحة أو غير ذلك، ولكنه لا يقبل أن يغير شخصيته، وأن يستبدل بها سواها. ولعل العادة هي السبب، فإن المرء يألف نفسه كما لا يألف شيئا غيرها. والذين قرأوا «جبل الهموم» لأديسون الكاتب الإنجليزي المشهور - أم ترى القصة لغيره وأنا ناس - يذكرون أن الكاتب تصور أن الله أذن مرة للناس في إلقاء ما لا يرضون عنه من خلقهم، فراح كل واحد يلقي ما كره، فهذا يرمي أنفه، وذلك يقذف بأذنيه، وثالث يخلع ساقيه إلخ إلخ حتى عظم الجبل، ثم أمره الله أن يختار كل منهم بديلا مما ألقي. ففعلوا، ولكنهم نظروا بعد ذلك في مراياهم فسخطوا وتذمروا وتوسلوا إلى الله أن يسمح لهم بأن يستردوا ما ألقوا - ولا أعرف أصدق من هذا التصوير لرضى كل امرئ عن نفسه.
وسؤال آخر يخطر لي «أترى مع ذلك يعرف المرء عيوبه أم تخفى عليه» والجواب أني لا ادري، والأرجح أن الإنسان يفطن إلى عيوبه، وإن كانت الفطنة لا تمنع أن يغالط نفسه فيها. وآية هذه الفطنة ما نرى من سعي كل امرئ لتعويض ما يحسه من نقص أو ضعف. على أن الذي أدريه أني أنا لا تخفى علي عيوبي، وأني لأعرفها جميعا وأنكرها وأشمئز منها وأنا راض بما قسم لي الله، ولكني لا أراني أستطيع أن أغضي عما أعرف من عيوبي ونقائصي. وقد سمعت صوتي مرة فاستقبحته، وكانت محطة الإذاعة قد طلبت مني كلمة لمناسبة احتفال نسيت بأي شيء كان. فاعتذرت بأني سأكون مشغولا في وقت الاحتفال، فاقترحوا أن يسجلوا الكلمة على شريط كهربائي، فقبلت. واتفق أن فرغت من الشأن الذي كان يشغلني قبل الوقت المقدور، فعدت إلى البيت وفتحت المذياع، فسمعت كلمتي، فنظرت إلى زوجتي وقلت «هل تعرفين هذا الصوت» قالت وهي تحسبني أمزح «أولا تعرف صوتك» قلت «أعوذ بالله يا امرأة ... أعرف أن صوتي منكر ولكن لا إلى هذا الحد.. يا حفيظ.. ولكن قولي جادة، أهذا هو الصوت الذي تسمعينه منى؟» قالت «لا شك..» قلت «ولكنه في أذني غير ذلك حين أتكلم.. فإذا كان هذا الصوت الذي أسمعه الآن هو صوتي المألوف فإن البكم يكون والله خيرا».
Bilinmeyen sayfa