Rutenberg . فلما سئل كارل ماركس عن رأيه في موقف الحكومة أشار بإخراج ذلك الكاتب، وقبل أن يتولى تحرير الصحيفة بعده. وتولى التحرير فعلا على خطة جديدة تنحي على الاشتراكية والاشتراكيين، وأعدادها التي كتب فيها تلك الحملات محفوظة إلى اليوم.
أغلقت الصحيفة بعد شهور من أجل مقالة تتعلق بالطلاق والزواج ولا شأن لها بالدعوة الاشتراكية، فهجر كارل ماركس بلده وذهب إلى باريس ليعلن الدعوة الاشتراكية التي كان ينحي عليها، فلم تفلح الصحيفة الجديدة، وعاد كما كان بلا عمل ولا رغبة في العمل، وظل يعيش من معونة كان يتلقاها من بعض أصهاره في هولندة، حتى انقطع هذا المورد فألقى عبأه كله على أصحابه ومريديه.
قد يخطر لأحد أن الرجل كان يترك طلب الرزق لأنه كان مشغولا بالدعوة إلى مذهبه، سواء كان مخلصا لهذا المذهب أو كان متهما في إخلاصه.
لكن الواقع أنه كان لا يطيق العمل لطلب الرزق ولا لنشر الدعوة. ففي هذه الأثناء أشفق عليه بعض رفقائه فأقنعوا لسكي
leske
بالاتفاق معه على تأليف كتاب في موضوع الاقتصاد وعلاقته بالسياسة، وهو الموضوع الذي تدور عليه دعوته الشيوعية. فتم الاتفاق في سنة 1844 وقبض كارل ماركس من ثمن الكتاب ألفا وخمسمائة فرنك، ومضت أربع عشرة سنة، ولم يظهر الكتاب. وحلت سنة 1858؛ فإذا بكارل ماركس يتفق مرة أخرى مع ناشر آخر على تأليف الكتاب. وكان الناشر الجديد هو الهر دنكر
Dunker
الذي كان ينشر رسائل الزعيم الاشتراكي لاسال فانقضت السنون، ولم يظهر الكتاب الموعود.
وضاقت موارد الرزق بالرجل لكسله وإخلافه لوعوده واتفاقاته، وكان قد انتقل إلى العاصمة الإنجليزية، وسعى بعض عارفيه لتدبير عمل له يواظب عليه، ويكسب منه قوته. فاتفق مع صحيفة نيويورك تربيون
Tribune
Bilinmeyen sayfa