Muhammedî Sünnet Üzerine Işıklar
أضواء على السنة المحمدية
Türler
الرواة إلى أن يرووا (بالمعنى) ، ومنها أنهم كانوا " يدلسون " فيروى الصحابي حديث رسول الله عن صحابي آخر من غير أن يذكر اسم من روى عنه - وكانوا لا يرون في ذلك بأسا ، كما ذكر ذلك ابن قتيبة ، إذ قال في كتابه " تأويل مختلف الحديث " (1) وهو يتكلم عن روايات أبى هريرة التى لم يسمعها من النبي : إنه كان يقول : قال رسول الله " كذا " وإنما سمعه من الثقة " عنده " فحكاه ، وكذلك كان ابن عباس يفعل وغيره من الصحابة . ومثل هذه الرواية يسميها رجال الحديث في علمهم " بالتدليس " وقد قال الحافظ الذهبي وهو يؤرخ لابي هريرة " كان أبو هريرة يدلس " وتدليس الصحابة " كثير ولا عيب فيه " (2) . وقد بينا هذه العلل من قبل في كتابنا هذا وفي كتابنا " شيخ المضيرة " الذى طبعناه على حدة وأظهرنا أضرارها ، ولكن ثم علة خطيرة لم نتكلم عنها من قبل كشف عنها الصحابي الكبير - عمران بن حصين (3) في كلامه الذى أقسم عليه : إذ قال : " والله إن كنت لارى أنى لو شئت لحدثت عن رسول الله يومين متتابعين ، ولكن بطأنى عن ذلك ، أن رجالا من أصحاب رسول الله سمعوا كما سمعت ، وشهدوا كما شهدت ، ويحدثون أحاديث ما هي كما يقولون ، وأخاف أن يشبه لى كما شبه لهم ، فأعلمك أنهم كانوا يغلطون - وفي رواية - يخطئون - لا أنهم كانوا يتعمدون (4) . وروى ابن الجوزى في كتاب " شبهة التشبيه (5) " قال : سمع الزبير (ابن العوام) رجلا يحدث ، فاستمع الزبير حتى قضى الرجل حديثه ، فقال له الزبير : أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ فقال الرجل : نعم ! ! فقال الزبير : هذا وأشباهه
---
(1) ص 50 (2) ص 437 و438 ج 2 من سير أعلام النبلاء ويرجع إلى كتاب شيخ المضيرة . (3) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت واحد سنة سبع ، وغزا مع النبي عدة غزوات ، ولى قضاء البصرة وكان عمر بعثه ليفقههم - وكان الحسن يحلف ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن حصين ، توفى سنة 52 ه مسنده 180 حديثا وله في البخاري أربعة أحاديث وفي مسلم 9 ص 363 - 366 ج 2 سير أعلام النبلاء . (4) ص 49 و50 تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة . (5) ص 38 . (*)
--- [ 117 ]
Sayfa 116