--- ... الصفحة 60 ... ---
هدفنا في البحث:
هذا الذي ذكرناه كان خلاصة من تاريخ نقل الحديث وتدوينه عند اهل السنة منذ وفاة خاتم النبيين (ص) الى زمن خلافة عمر بن العزيز 99 101 ه. نقلناه من المصادرالمهمة والمراجع المعتبرة، وقد تحصلت من هذا التحليل المجمل مسالتان:
1 ان تدوين الحديث عند اهل السنة بدا بعد قرن واحد من تاريخ صدورالحديث عن رسول الله (ص) ولم يكن بين هاتين الفترتين الصدور والتدوين اى كتاب يعتمد عليه في التدوين، وكان اكثر اعتماد المؤلفين والكتاب على ذاكرتهم وما تناقلته الالسن.
2 ازدياد دواعي جعل الحديث: في الفترة التي تم فيها منع الحديث وتدوينه حيث ازدادت دواعي الجعل والوضع، وكثر الوضاعون على لسان النبي (ص).
وبملاحظة هاتين الحقيقتين المذكورتين نتعجب ونندهش من صب اهل السنة جل اهتمامهم على هذه الصحاح الستة وخاصة الصحيحين «البخاري ومسلم» اللذين تشكل الروايات من هذا النمط المختلقة اكثر محتوياتهما، وقد اعتبروهما اصح الكتب واتقنها بعد القرآن، بل حكموا في قطعية صدور كل ما ورد فيهما تماماكالقرآن وصحة صدور ما احتوتهما من الاحاديث المشتملة على تلك الحقائق المذكورة، وربما اولوا محكمات القرآن طبقا لما جاء في الاحاديث الواردة في كتبهم(1).
وهكذا اصبح الكتابان: صحيح البخاري وصحيح مسلم، مدار العقائد عند اهل السنة.
وهذه الامور هي التي دعتنا الى البحث والتنقيب في الصحيحين وكشف حقيقتهما وماهيتهما، كي تتجلى الحقائق التي استترت خلف الاستار السميكة من التقاليد --- ... الصفحة 61 ... ---
Sayfa 60