--- ... الصفحة 54 ... ---
وشفع ذلك بنسخة اخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم نكلوا به واهدمواداره، فلم يكن البلا اشد ولا اكثر منه بالعراق، ولا سيما الكوفة، حتى ان الرجل من شيعة على (ع) لياتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي اليه سره، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى ياخذ عليه الايمان الغليظة ليكتمن عليه، فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقها والقضاة والولاة، وكان اعظم الناس في ذلك بلية القرا المراؤون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك، فيفتعلون الاحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم، ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الاموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الاخبار والاحاديث الى ايدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق، ولو علموا انها باطلة لما رووهاولا تدينوا بها(1).
الحديث في عهد خلفاء بني امية:
وبعد ان نقل ابو الحسن المدائني مصير الحديث في عهد معاوية حسب ما نقلناعنه بالتفصيل تطرق الى ما آل اليه الامر عندما ولى عبدالملك بن مروان الخلافة لمدة احدى وعشرين سنة فاشتد البلا والتنكيل بالشيعة على نحو لم يكن له شبيه في عهدمعاوية ثم ذكر المدائني نموذجا من جرائم والي الخليفة الاموي في الكوفة الحجاج بن يوسف الثقفي بحق الشيعة وقال:
ان انسانا وقف للحجاج فصاح به: ايها الامير، ان اهلي عقوني فسموني عليا، واني فقير بائس، وانا الى صلة الامير محتاج.
فتضاحك له الحجاج وقال: للطف ما توسلت به فقد وليتك كذا(2).
الخطوة الاولى في تدوين الحديث:
كان وضع الحديث بعد رسول الله (ص) هو كما اوردناه، ففي عهد خلفاء بني امية --- ... الصفحة 55 ... ---
Sayfa 54