والرفق يدوم لصاحبه ... والخرق يصير إلى الهرج والرفق ... : وهو التوسط واللطافة في الأمر والفعل ، من الأول : رفق بالفتح ، ومن الثاني بالفتح والضم يدوم به العمل لصاحبه والخرق : ضد الرفق ، يصير إلى الهرج بإسكان الراء الفتنة ، وكثرة الفساد ، وبفتحها تحير البصر ، روى ابن حبان في صحيحه : ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ، وما كان الخرق ، وفي رواية الفحش في شيء قط إلا شانه ، وإن الله رفيق يحب الرفق ، رواه البخاري .
... ولما فرغ من التنبية على التصفية القلبية ، والتزكية النفسية وعلى المقامات العلمية ، ختم ذلك بالدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم ، الواضع لتلك المسائك ، ولإصحابه الأربعة ، الخلفاء الحافظين طريقه ، الكاشفين لما أشكل من ذلك رضي الله عنهم ، وعن سائر الصحابة .
صلوات الله على المهدي ... الهادي الناس إلي النهج
صلوات الله تعالى : وهي من الله تعالى رحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدمي تضرع ودعاء بخير على النبي محمد بن عبد الله المهدي بفتح الميم ، أي الرشيد الموفق بخلق الهداية فيه ؛ لوجود عصمته ، الهادي : أي المرشد الناس من الإنس والجن ، إلي النهج بفتح الهاء لغة في إسكانها : أي الطريق المستقيم ، قال تعالى : [وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ] (¬1)
Sayfa 14