ولقد أزال الإمام أحمد كثيرا من هذه القباب والتى كانت ستلقى الضوء على تطور العمارة الإسلامية فى هذه المنطقة من اليمن فنجد أن الأضرحة التى هدمها الإمام قد بنيت فى عصر بتي رسول ولذلك لم يتبق ضريح من هذا العصر قائما بذاته غير (ضريح ابن علوان وأضرحة المدرسة الأشرفية) كما أن الإمام لم يتجه بتهديمه لأضرحة الأئمة فى المناطق الشمالية التى أقيمت على الأئمة الزيديين وفى ذلك يتضح تحامل الإمام على أضرحة السنة، كما أشار إلى ذلك القاضى الأكوع بهدم جميع القبور ويقول عند حديثه عن ضريح المهدي أما كان الأولى بهدم هذه القبة (1).
ونحمد الله على أن الإمام لم يقم بتهديم تلك الأضرحة وإلا كنا فقدنا حلقة من حلقات تطور عمارة القباب الإسلامية فى اليمن وكذلك فقدنا ثروة كبيرة إذ تحتفظ هذه الأضرحة بثروة فنية رائعة اشتملت الزخارف الكتابية من الخطين الكوفي والنسخى سواء منها ما نفذ بالحفر الغائر أو البارز على الجص أو على الخشب، إضافة إلى الزخارف النباتية والهندسية التى تزدان بها تلك الأضرحة وتوابيتها، كضريح الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزه وولده عز الدين فى ظفار، وضريح الإمام عماد الدين يحيى بن حمزه بكحلان عفار وضريح المهدي بذيبين وإلى ذلك أشير إلى أن الأئمة الزيدية قد أمروا ببناء الأضرحة.
Sayfa 172