أدب الموعظة
أدب الموعظة
Yayıncı
مؤسسة الحرمين الخيرية
Baskı Numarası
الأولى ١٤٢٤هـ
Türler
على الله؛ فهو داعية الاستماع"١.
هذا وإن الخطباء يختلفون في استفتاحاتهم؛ فمنهم من يستفتحها بما يشير إلى موضوعها، ويلوّح بالقصد منها.
ومنهم من يبتدئ خطبته بآية، أو حديث، أو حكمة، أو مثل سائر.
ومن الأساليب البديعة ما يبتدئ به بعضهم؛ حيث يبتدئ بالثناء على السامعين؛ ليهيء نفوسهم لتلقي كلامه بالقبول؛ إذ لا شيء يهز أعطاف السامعين كالثناء عليهم خصوصا إذا كان من غريب عنهم.
وذلك باب واسع يصح الدخول فيه بشرط الاتزان، وضبط النفس.
ومنهم من يتودد للسامعين، ويتواضع لهم، ويخاطبهم بأحسن صفاتهم، ويشعرهم بمحبتهم، وأنه ساع لما فيه مصلحتهم.
ومهما يكن من أمر الافتتاح فينبغي أن يكون قصيرا موجزا؛ لئلا يشغل الذهن، ويضيغ الوقت.
وينبغي - أيضا - أن لا يكون مبتذلا تمجه الأسماع، ولا تسيغه النفوس، ثم إن الافتتاح قد لا يلزم خصوصا إذا أراد الإيجاز، بل يدخل في الموضوع مباشرة.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن يتجنب الواعظ ما يزعج السامعين في مفتتح كلامه، كما كان الحجاج بن يوسف يفعل في افتتاح خطبه؛ حيث كان يبدأ بما يزعج السامعين كقوله في افتتاحاته:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني٢
١ كتاب الصناعتين، ص٤٣٧. ٢ انظر: الخطابة، ٨٢ـ٨٣.
1 / 68