53

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Yayıncı

مؤسسة الحرمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٤هـ

Türler

ـ "استقباله لهم بالترحيب". ـ تواضعه لهم". ـ "تحسين خلقه معهم". ـ "الرفق بمن جفا طبعه منهم". وتحت كل عنوان ساق ﵀ جملة من الآثار١. ومن المراعاة للمشاعر أن لا يكثر من ذكر اسم شخص ينفر منه السامعون ولو كان كلامه حقا، ويكفي في ذلك أن يورد كلامه دون ذكر لشخصه. وهذا ما يصنعه بعض العلماء كصنيع ابن أبي العز الحنفي ﵀ في كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" حيث أورد كثيرا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم - رحمهما الله - دون ذكر لاسميهما؛ لأن هدفه نشر الحق، ولو أنه ذكرهما بأعيانهما لربما حصل نفرة من كتابه خصوصا في ذلك الوقت. ومن المراعاة للمشاعر - أيضا - أن يورد الكلام بعزوه إلى قائله إذا كان ممن له قبول عند السامعين. ومن ذلك ألا يذم شخصا بعينه إذا كان في ذمه باسمه استثارة للسامعين - وإن كان ذلك المذموم يستحق الذم - ويكفي في ذلك أن يبين الحق فيما يراد بيانه، ويبين الباطل في ذلك دون ذكر للأشخاص ما وجد إلى ذلك سبيلا. ٢٣ـ التثبت مما يقال، والنظر في جدوى نشره: فالواعظ اللبيب لا يتكلم في شيء إلا إذا تثبت من صحته؛ فإذا ثبت لديه ذلك نظر في جدوى نشره؛ فإن في نشره حفز للخير، واجتماع عليه - نشره، وأظهره، وإن كان خلاف ذلك أعرض عنه، وطواه.

١ انظر: الجامع، ص٣٤٣ـ٣٥٥.

1 / 55