35

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Yayıncı

مؤسسة الحرمين الخيرية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٤هـ

Türler

الناس بخلق حسن." ١ ثم يبين كيف جمع هذا الحديث بين حقين عظيمين من أتى بهما أفلح وسعد، والعكس. وهذان الحقان هما حق الله، وحق الناس؛ فحق الله في الجملتين الأوليين، وحق الناس في الجملة الأخيرة، وهكذا ... وكذلك الحال بالنسبة للموعظة بعد صلاة الجمعة؛ فالذي ينبغي ألا تكون إلا إذا رأى الواعظ أن الحاجة ماسة لذلك؛ فينبه إلى ما يريد التنبيه عليه، ويبين ما يريد بيانه من الأمور التي لابد أن يفقهها الناس في ذلك الوقت، وأن يكون ذلك في وقت وجيز جدا؛ لأن الناس قد استمعوا الخطبة الجمعة، وربما تكون الخطبة طويلة، كما أن بعضهم قد يكون أتى إلى المسجد مبكرا، فيثقل عليه سماع الموعظة، ويستحيي من الخروج، فيقع في حرج. ثم إن الناس يرغبون في الانتشار بعد الصلاة، وابتغاء ما عند الله- ﷿. قال الإمام أحمد-﵀: "إذا كانوا يقرؤون الكتاب يوم الجمعة على الناس بعد الصلاة أعجب إلي أن يسمع إذا كان فتحا من فتوح المسلمين، أو كان فيه شيء من أمور المسلمين فليستمع، وإن كان شيئا إنما فيه ذكرهم فلا يستمع."٢ ١٢- التخول بالموعظة: فذلك أدعى للاشتياق، وأحرى لقبول الموعظة والانتفاع بها؛ فجدير بالواعظ ألا يكثر من وعظ أناس بأعيانهم، أو يتابع عليهم الوعظ مرارا قريبا بعضها من بعض؛ فإن النفس شرود، وإن كثرى الوعظ تفقده أثره.

١ - رواه أحمد ٥/١٣٥، والترمذي "١٩٨٧" وحسنه، والحاكم ١/٥٤، وقال: "صحيح على شرط الشيخين". ٢ - المغني لابن قدامة ٣ / ٢٥١.

1 / 37