هوامش
الفصل الثاني
حياة سميث الشخصية والمهنية
كانت مارجريت دوجلاس حاملا بالفعل عندما مات عنها زوجها المحامي ذو العلاقات الواسعة وضابط الجمارك السابق في يناير 1723. وفي الخامس من يونيو، أضافت مارجريت في سجلات المواليد اسم طفلها الذي حمل اسم والده المتوفى: آدم سميث. مرت الأعوام ليصبح هذا الطفل فيما بعد واحدا من أهم مفكري عصره، ومؤلفا لأحد أكثر الكتب تأثيرا في التاريخ. (1) كيركالدي وجلاسكو
لا نعلم إلا القليل عن طفولة آدم سميث، ومن ذلك أنه في سن الثالثة تعرض للخطف لمدة قصيرة على أيدي الغجر، حتى استطاع خاله أن يعيده سالما. لكن كل يوم مر عليه في مسقط رأسه لا بد أنه قد زوده بالكثير من المعلومات التي استفاد منها في حياته العلمية فيما بعد. كانت كيركالدي ميناء اسكتلنديا على لسان فورث البحري في إدنبرة، وكانت مركزا تجاريا تفد إليه السفن المحملة بالأسماك، وتخرج منه لتصدير الفحم المستخرج من المناجم المحلية، وتعود بالحديد الخردة لصناعة الحديد.
1
وهكذا ترعرع سميث إلى جانب البحارة وتجار السمك ومصنعي المسامير وضباط الجمارك والمهربين، ووصف أنشطة هؤلاء جميعهم في كتابه «ثروة الأمم».
لكن الأحوال كانت تتغير؛ فالتجارة المتنامية مع الأمريكتين بسلع كالتبغ والقطن كانت تفضل موانئ غربية منشأة حديثا آنذاك - من أمثال جلاسكو - على الموانئ الشرقية القديمة مثل كيركالدي.
2
وفي كتاب سميث العظيم تجد ذكرا لأنماط الانتقال هذه التي شهدتها التجارة وحياة المجتمعات التي كانت تعتمد عليها.
Bilinmeyen sayfa