ولما دخلوا إلى المنزل استقبلهما الأب أمبروسيوس مرحبا، وقال: التحويل بثلاثين ألفا يا فهيم بك. - يجب أن أرى هيفاء أولا وأعلم إن كانت راضية. - لا تقدر أن تراها قبل أن ترى هي التحويل.
فتردد فهيم، فقال له الأب أمبروسيوس: إذا كنت قليل الثقة يا ابني، فالأفضل أن تعود من حيث أتيت.
فتوقف فهيم بك هنيهة ثم قال: التحويل باسم هيفاء، فأسلمها إياه يدا بيد. - إذا كان التحويل باسمها فلا يستطيع أن يقبضه أحد غيرها. - يمكن أن يقبضه ولي أمرها. - لا يستطيع أن يقبضه إلا بإذن من البطرك، فإن كان يخالجك شك فعد من حيث أتيت.
فتناول فهيم التحويل ودفعه إلى الكاهن، فاطلع عليه الكاهن ووضعه في جيبه وقال: تفضل الآن وصافح هيفاء.
ودخل فهيم وراءه إلى الغرفة حيث كانت هيفاء واقفة فاستقبلته باسمة وصافحته، فانشرح صدره وقال: لماذا لم تقولي لي قبلا يا هيفاء أنك تريدين مهرا؟
فأطرقت هيفاء إلى الأرض باسمة، فقال لها: سترين يا هيفاء أن هذه الثلاثين ألف جنيه ليست شيئا من ثروتي التي ستكون تحت أمرك، فهل أنت راضية من كل قلبك؟
فازدادت الفتاة إطراقا، وعند ذلك قال الأب أمبروسيوس: اترك هذا السؤال للكاهن يا فهيم بك، فلنسرع بالإكليل الآن.
وفي الحال فتح الأب أمبروسيوس كتابه، ووقف العروسان وإلى جانبيهما جورجي والعجوز اليونانية، وفي هنيهة قصيرة انتهت صلاة الإكليل، وبعد بضع دقائق قال فهيم: تفضلوا الآن جميعا إلى منزلي حيث أعلن زواجي لخدمي، ونستتم فرحنا هناك.
عند ذلك قرع الباب، ففتحته العجوز ودخل منه يوسف براق، فلما رأى يوسف الكاهن وفهيم بك رماح عرته هزة غيظ زلزلت هيكل عظامه، وصاح: ماذا تفعلون هنا يا خونة؟
فابتسم جورجي، وقال: لا تسخط يا يوسف؛ لم يحدث ما يسوءك. - إذن كيف جاء هذا الدنس إلى هنا؟ ألكي يدنس هذا المقام الطاهر؟
Bilinmeyen sayfa