Arapça Dil Edebiyatı
أدبيات اللغة العربية
Türler
ألا إنما يسمو إلى المجد والعلا
مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد وأهله
فإنهم الأخيار من رهط تبعا
انتهى. هذا هو المشهور، والصحيح أن صاحب الغريين ويوم البؤس هو المنذر الأكبر. (65) إن أخاك من آساك
يقال: آسيت فلانا بمالي أو غيره، إذا جعلته أسوة لك، وواسيت لغة فيه، ومعنى المثل أن أخاك حقيقة من قدمك وآثرك على نفسه، يضرب في الحث على مراعاة الإخوان. وأول من قال ذلك خزيم بن نوفل الهمداني، وذلك أن النعمان بن ثواب العبدي ثم الشني كان له بنون ثلاثة: سعد وسعيد وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة، وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدبه، أما ابنه سعد فكان شجاعا بطلا من شياطين العرب لا يقام لسبيله ولم تفته طلبته قط ولم يفر عن قرن، وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسؤدده. وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان. فلما رأى الشيخ حال بنيه دعا سعدا، وكان صاحب حرب، فقال: يا بني، إن الصارم ينبو، والجواد يكبو، والأثر يعفو، فإذا شهدت حربا فرأيت نارها تستعر، وبطلها يخطر، وبحرها يزخر، وضعيفها ينصر، وجبانها يجسر؛ فأقلل المكث والانتظار، فإن الفرار غير عار إذا لم تكن طالب ثار، فإنما ينصرون هم، وإياك أن تكون صيد رماحها، ونطيح نطاحها. وقال لابنه سعيد، وكان جوادا: يا بني، لا يبخل الجواد، فابذل الطارف والتلاد ، وأقلل التلاح تذكر بالسماح، وابل إخوانك فإن وافيهم قليل، واصنع المعروف عند محتمله. وقال لابنه ساعدة، وكان صاحب شراب: يا بني، إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسب، فأبصر نديمك، واحم حريمك، وأعن غريمك، واعلم أن الظمأ القامح خير من الري الفاضح، وعليك بالقصد فإن فيه بلاغا.
ثم إن أباهم النعمان بن ثواب توفي، فقال ابنه سعيد، وكان جوادا سيدا: لآخذن بوصية أبي، ولأبلون إخواني وثقاتي في نفسي، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خبائه، وغشاه ثوبا، ثم دعا بعض ثقاته فقال: يا فلان، إن أخاك من وفى لك بعهده، وحاطك برفده، ونصرك بوده، قال: صدقت، فهل حدث أمر؟ قال: نعم، إني قتلت فلانا، وهو الذي تراه في ناحية الخباء، ولا بد من التعاون عليه حتى يوارى، فما عندك؟ قال: يا لها سوأة وقعت فيها! قال: فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه، قال: لست لك في هذا بصاحب، فتركه وخرج، فبعث إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأل معونته، فرد عليه مثل ذلك، حتى بعث إلى عدد منهم كلهم يرد عليه مثل جواب الأول، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل، وقال له: يا خزيم، ما لي عندك؟ قال: ما يسرك، وما ذاك؟ قال: إني قتلت فلانا وهو الذي تراه مسجى، قال: أيسر خطب، فتريد ماذا؟ قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه، قال: هان ما فزعت فيه إلى أخيك، وغلام سعيد قائم معهما، فقال له خزيم: هل اطلع على هذا الأمر أحد غير غلامك هذا؟ قال: لا، قال: انظر ما تقول، قال: ما قلت إلا حقا، فأهوى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف وقتله، وقال: ليس عبد أخا لك، فأرسلها مثلا، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه، فقال: ويحك! ما صنعت؟! وجعل يلومه، فقال خزيم: إن أخاك من آساك، فأرسلها مثلا، قال سعيد: فإني أردت تجربتك، ثم كشف عن الكبش، وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردوا عليه، فقال خزيم: سبق السيف العذل، فذهبت مثلا. (66) ألا من يشتري سهرا بنوم؟
قالوا: إن أول من قال ذلك ذو رعين الحميري، وذلك أن حمير تفرقت على ملكها حسان وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم، ومالوا إلى أخيه عمرو، وحملوه على قتل أخيه حسان وأشاروا عليه بذلك ورغبوه في الملك، ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة، فنهاه ذو رعين من بين حمير عن قتل أخيه، وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونفر عنه النوم وانتقضت عليه أموره، وأنه سيعاقب الذي أشار عليه بذلك ويعرف غشهم له. فلما رأى ذو رعين أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب، قال هذين البيتين الآتيين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو، وقال: هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك، فأخذها عمرو فدفعها إلى خازنه وأمره برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يسأل عنها.
فلما قتل أخاه وجلس مكانه في الملك منع منه النوم، وسلط عليه السهر، فلما اشتد ذلك عليه لم يدع باليمن طبيبا ولا كاهنا ولا منجما ولا عرافا ولا عائفا إلا جمعهم، ثم أخبرهم بقصته، وشكا إليهم ما به، فقالوا له: ما قتل رجل أخاه أو ذا رحم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم، فلما قالوا له ذلك أقبل على من كان أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقيال حمير فقتلهم حتى أفناهم، فلما وصل إلى ذي رعين قال له: أيها الملك، إن لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي، قال: وما براءتك وأمانك؟ قال: مر خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا، فأمر خازنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فضها فإذا فيها:
ألا من يشتري سهرا بنوم
Bilinmeyen sayfa