أي «أتى بالموت إلى الدنيا ». ثم إن ميلتون لا يحدثنا عن «جنات عدن»، وإنما يحدثنا عن «جنة عدن» حرفيا، مجرد «عدن»، فالتوراة التي كان ميلتون يستلهمها ليس فيها إلا جنة عدن واحدة. وبالمثل فإني أرى أن قول الدكتور محمد عناني عن ربة الشعر إنها «قاطنة السماء» ربما كان فيه تزيد على قول ميلتون
Heavenly Muse
أي مجرد وصفها ب «السماوية». صحيح أن ربات الفنون التسع كن يقطن في قمة جبل هليكون، ولكن مجرد قولنا «ربة» الشعر كاف لوصف مصدر إلهام الشعراء. ولا أدري من أين أتى محمد عناني بعبارة «يا من تدنيت»؛ فكل ما يقوله ميلتون هو أن ربة الشعر أوحت لموسى على قمة جبل سيناء. كذلك فإن النص يقول إن موسى كان «أول من علم» الشعب المختار، وهذه نجدها في الدكتور محمد عناني: «فعلم الذرية المصطفاة أولا».
والدكتور عناني يحدثنا عن «ذروة صهيون» بدلا من أن يحدثنا عن «جبل صهيون» أو «تل صهيون» كما يسميه ميلتون، والذروة هي القمة وليس الجبل. وله عادة خطرة؛ وهي أنه كلما وجد كلمة
Heaven
في ميلتون ترجمها بكلمة «الجنة»، ونحن نعلم أن هذه الكلمة تعني في الإنجليزية «الجنة» آنا، و«السماء» آنا آخر بحسب السياق. فإذا قلت
Heaven and hell
قصدت «الجنة»، وإذا قلت
Heaven and earth
قصدت «السماء».
Bilinmeyen sayfa