Talep Edebi ve Edeb Enleri

Al-Shawkani d. 1250 AH
84

Talep Edebi ve Edeb Enleri

أدب الطلب

Araştırmacı

عبد الله يحيى السريحي

Yayıncı

دار ابن حزم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Yayın Yeri

لبنان / بيروت

إِلَيْهِ عُلَمَاء الْإِسْلَام فَإِذا جد فِي ذَلِك فقد انفتحت مِنْهُ أَبْوَاب الْهِدَايَة ولاحت عَلَيْهِ أنوار التَّوْفِيق ثمَّ إِذا تأهل واستعد لفهم الْحجَّة سلك مَعَه المسلك الأول وَمن كَانَ لَا يَهْتَدِي إِلَى طلب تِلْكَ الْعُلُوم بِوَجْه من الْوُجُوه فأقرب مَا يسلكه الْعَالم مَعَه هُوَ أَن ينظر إِلَى من قَالَ من أهل الْعلم الَّذين يعتقدهم ذَلِك المقصر بِمَا قَامَت عَلَيْهِ الْأَدِلَّة وَأوجب سلوكه الْإِنْصَاف فَيَقُول لَهُ إِن قَول الْعَالم الْفُلَانِيّ قوم رَاجِح لقِيَام الْأَدِلَّة عَلَيْهِ ثمَّ يصنع مَعَه هَذَا الصنع فِي الْمسَائِل الَّتِي يعتقدها تقليدا ويجمد عَلَيْهَا قصورا فَإِن انْتفع بذلك فَهُوَ الْمَطْلُوب وَإِن لم ينْتَفع فَأَقل الْأَحْوَال السَّلامَة من معرته والخلوص من شَره وَأما الْعَامَّة الَّذين لم يتعلقوا بِشَيْء من علم الرَّأْي فهم أسْرع النَّاس انقيادا وأقربهم إِلَى الْقبُول إِن سلمُوا من بلايا مَا يلقيه إِلَيْهِم المتعصبون وَبِالْجُمْلَةِ فالعالم المتصدي للإرشاد المتصدي للهداية لَا يخفى عَلَيْهِ مَا يصلح من الْكَلَام مَعَ من يتَكَلَّم مَعَه فَهَذَا هُوَ الَّذِي أردته من نشر حجج الله وإرشاد الْعباد إِلَيْهَا وَقد قَدمته بأبسط من هَذَا وَإِنَّمَا كررته هُنَا لقصد دفع مَا سبق من السُّؤَال عود إِلَى أَسبَاب التعصب الِاسْتِنَاد إِلَى قَوَاعِد ظنية وَمن جملَة أَسبَاب التعصب الَّتِي لَا يشْعر بهَا كثير من المشتغلين بالعلوم مَا يذكرهُ كثير من المصنفين من أَنه يرد مَا خَالف الْقَوَاعِد المقررة فَإِن من لَا عناية لَهُ بالبحث يسمع هَذِه الْمقَالة وَيرى مَا صنعه كثير من المصنفين من رد الْأَدِلَّة من الْكتاب وَالسّنة إِذا خَالف تِلْكَ الْقَاعِدَة فيظن أَنَّهَا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَإِذا كشفها وجدهَا فِي الغاب كلمة تكلم بهَا بعض من يَعْتَقِدهُ النَّاس من أهل الْعلم الَّذين قد صَارُوا تَحت أطباق الثرى لَا مُسْتَند لَهَا إِلَّا مَحْض الرَّأْي وبحت مَا يدعى من دلَالَة الْعقل

1 / 112