وقصائد السيد حيدر المعروفة بالحوليات تزيد على العشرين كلها على هذا اللون وهذا النسق والاتجاه ولهذا الشاعر نظائر تضيق بتعدادهم بطون الدفاتر لازالت ترددها المحافل وتسير بذكرها القوافل ، وحسبك ان تجد حتى الطبقة الامية من أبناء الشيعة يحفظ هذه الأشعار الحسينية ويستشهد بها ويستعذب انشادها وترديدها ، والحق ان المآتم الحسينية من اكبر وسائل التهذيب عند الشيعة وهي التي جندت اكبر عدد من أنصار اهل البيت والدعوة الى مبدأهم ونصرتهم ولفتت انظار الناس الى مظلوميتهم وحقهم المغتصب فلا تعجب اذا حاربها المعاند والجامد وراح يهزأ بها ، والمتجاهل المكابر ، حتى قال :
هتكوا الحسين بكل عام مرة
وتمثلوا بعداوة وتصوروا
وقال بعضهم :
لا عذب الله يزيدا ولا
مدت يد السوء الى رحله
فيجيبه الشاعر الخفاجي (1) بقوله :
يا قاتل الله يزيدا ومن
يعذره الكافر في فعله
Sayfa 26