Hekimin Adabı Kitabı
كتاب أدب الطبيب
Türler
واجتهد فى التقصى على محمود المياه من مذمومها بالأوجه التى وصفها بقراط، وبهذه الأوجه التى نذكرها هاهنا، وهى هذه: إجعل دلالتك التى تستدل 〈بها〉 على خفة الماء، وجودته، سرعة برده، وسرعة سخونته! وهذا هو قول بقراط فى ذلك، قال: الماء الذى يسخن سريعا، ويبرد سريعا، هو أخف المياه. وفى الخامسة من كتابه فى الفصول: وخفة وزنه بمقايسته لغيره، وسرعة جفاف ما يعجن به، مع سرعة نضاج ما يطبخ 〈به〉.
وبعد ذكرى لهذه الجمل، فقد ينبغى أن أتبعها بذكر الخمر والنبيذ، لما فى ذلك من المنافع. فإن للخمر منافع للأصحاء والمرضى. فأما الأصحاء، فإنه يغذو أسرع مما تغذو سائر الأغذية الباقية، لسرعة نضجه ونفوذه إلى الكبد، واستحالته إلى الدم، لما له فى خاصة مزاجه من الحرارة. فهو لذلك يكثر الدم، ويصفيه، وينفى عنه بالبول كثيرا من الرطوبات المخالطة له، وهو ينضج ما صادف فى المعدة، والكبد، بحرارته من البلغم، وما لم يستحكم نضجه من الأخلاط. وكذلك صار أصحاب الأمزجة الباردة، والمعد الكثيرة البلغم، ينتفعون به، وخاصة عند أخذهم القليل منه فى جملة أغذيتهم. وبما له من الفضائل صار يقوى البدن، ويكسبه خصبا، ولونا مشرقا، ونشاطا للحركات والأعمال. ولذلك أيضا هو يكسب النفس سرورا، وفى بعض الأمزجة يجود الخاطر، ويحد القريحة. جميع هذه المنافع يفعلها فى الأصحاء، مع ما له من المنافع فى المرضى، إذا استعمل منه ما جاد فى جوهره، واعتدل فى كميته وكيفيته، وبحسب الأصلح، ليستعمله فى حال طبعه، وسنة، وعمله، وعادته، والوقت من السنة، والبلد الذى هو ساكنه، وغير ذلك مما لا بد من النظر فيه.
Sayfa 47