153

Hekimin Adabı Kitabı

كتاب أدب الطبيب

Türler

فأقول: إن أخلاط البدن الأربعة، إذا كثرت، وانصبت إلى بعض أعضاء البدن، ولم يمكن تلك الأعضاء إحالتها بالنضج ليغتذى 〈بها الجسم〉، أحالتها إحالة لا تصلح للغذاء، فتتعفن، وتحدث ضروبا من الأورام، والنزل، والسلع، بحسب جواهرها. ولابد من أن يكون لها ألوان، بحسب ألوان الأخلاط الطبيعية، والمناسبة لها. والعلاج الصحيح لهذه، هو إخراجها من الأعضاء بطرق مختلفة، من إنضاج، وتليين، ليمكن الطبع فتحها، أو ليتهيأ للمعالج باليد فتحها، وشقها، وبطها، وإخراج المواد، واستنظافها.

فلعلم أهل الحيل المموهة، وهم الذين يسمون الدستكارية، بذلك احتالوا بلطف حيلة، لعمل أجسام تشبه تلك المواد، والأجسام التى تكون فى النزلات والأورام، واحتالوا أيضا فى إخفائها فى أفواههم، وفى أيديهم، وبين آلاتهم، ليدكوها، ويظهرون أنهم يستخرجونها، إذا شاؤوا، بعد شق العضو الذى يقصدون لعلاجه. ويعملون الحيلة فى إظهار ذلك المستور المشابه للخلط، بمصه بآلة لهم تسمى «الماذوقة». فيخرجون ما يشبه المادة السوداوية، ويسمون ذلك «السورك». ويستخرجون من آخرين ما يشبه فى قوامه البلغم، والمدة المتغيرة، وكذلك ما يماثل الخام فى بياضه، ويسمون ذلك «البركاب». ولعلمهم بأن الأورام الصلبة، والسلع، قد يكون داخلها مواد صلبة، وعصبية، وقد يتكون فيها دود أيضا، وتتكون أورام تشبه السراطين فى شكلها، فلذلك احتالوا فى عمل ما شابه ذلك، وإخفائه، ثم استخراجه بعد الدك، من حيث أخفوه، كأنه من العضو قد استخرج، وأسموا ذلك «القدسان». وأما الدود المستخرج من الآذان، وغيرها، خاصة، فاسمه عندهم «الهقمان». وأما ما يستخرجونه من أمثال هذه الأشياء بالقئ، فيسمونه «اللوى». وكذلك أيضا قد يستخرجون من آناف الصبيان شيئا من جنس الأغذية، ويسمونه «بلعا». وليس أحتاج أن أعدد تسميات هؤلاء لأعمالهم هذه التى يسمونها «التحرير»، مثل «الأرول» الذى يستخرج به النواصير، و«كرداروك» الذى يظهر من حيلته استخراج مدة من أجفان العين، فى الجرب العارض لها، وغيره.

وقد يستعين هؤلاء فى حيلهم بإعطاء أدوية قد اتخذوها معهم، مخدرة، ومنومة، ليظهر لأهل المريض، ومن حضره، الراحة للمريض، وسكونه من مرضه، وبرؤه بعلاجهم. فيستريحون بالفائدة بذلك. وكذلك قد يفعلون فى إعطائهم أدوية مسهلة حادة، كالشبرم ولينه، والمازريون، وأشباه هذه، بغير علم منهم بإصلاحها، فيقتلون بذلك، عاجلا وآجلا.

Sayfa 161