Hekimin Adabı Kitabı
كتاب أدب الطبيب
Türler
[chapter 10]
الباب العاشر فيما ينبغى للمريض أن يتقدم به إلى أهله وخدمه
ولما كان الصحيح من الناس يمكنه أن يتولى تدبير نفسه، لحفظ صحته، ويشاهد ما يتولى تدبيره من ذلك أهله، وخدمه، وكان المريض لا يمكنه ذلك حال مرضه، وجب لذلك على كل عاقل من الناس — إذ كان يعلم أن الأمراض قد تعرض للأصحاء — أن يتقدم، فى حال صحته، بإعداد أنواع مصالحه، لمرضه، كالذى يفعله حكماء الناس من إعدادهم مصالح شتائهم، قبل وروده، وكالذى يفعله أيضا الحاذق، بتدبير السفينة، فى حال سكون البحر، من إعداد جميع مصالحها، قبل هيجان الريح، ليكون ذلك عتيدا لديه، عند الحاجة إليه.
ولأن أنواع مصالح المريض كثيرة، مختلفة، وتعديد أشخاصها ممتنع، فلذلك يجب أن نذكر منها هل هى أنواع لتلك الأشخاص. ومن العلم بتلك الجمل يمكن للمريض؟ 〈أن〉 يدرك علم ما يحتاج إلى التقدم به، والوصية إلى أهله، وخدمه، فى حال صحته، لحال مرضه. وأول هذه الوصايا هى تقدم الإنسان، مع ابتداء مرضه، إلى أهله، وخدمه، بقبولهم من طبيبه، ما يأمرهم به من سائر تدابير مرضه، ويحذرهم من مخالفته. وبغير شك أن القابل للأمر، والطائع للآمر، إنما يقبل، ويطبع، رهبة، أو رغبة، أو لهما جميعا. والطائع رهبة فقط، قد تفسد طاعته سريعا، وذلك يكون مع عدم 〈ما〉 عليه كانت الرهبة. ومثال ذلك أن يكون الخدم، والأهل، طائعين، قابلين، فزعا، ورهبة، فإذا اتفق للآمر، المطاع، مرض يصرعه، أو يغير تمييزه، زالت هيبته عن خدمه، وفسدت طاعتهم له، وأمكنهم بذلك أن يصنعوا به ما يشاؤون. فأما الخدم، والأهل، الطائعون محبة، فطاعتهم ثابتة، لا تتغير، فالثقة بهم دائمة، لدوام المحبة منهم، وإن انضاف إلى المحبة هيبة، أكدت دوامها، وأبدت قوتها.
وإذا كان الأمر كذلك، فيجب على كل عاقل، أن يبدأ أولا فى حال صحته، بالإفضال، والإحسان إلى أهله، وخدمه، ليصح له منهم المحبة، والشفقة، وليثق منهم، بالقبول منه، والطاعة له، والنصيحة، عند مرض، إن عرض له، فغير تمييزه، وأزال هيبته عنهم، وبعد ذلك، فليأمرهم بالقبول من طبيبه، وليثق منهم بالطاعة له، والشفقة عليه.
Sayfa 113