Hekimin Adabı Kitabı
كتاب أدب الطبيب
Türler
[book 2]
[chapter 8]
المقالة الثانية
والباب الثامن فيما ينبغى للأصحاء والمرضى جميعا أن يعتقدوه ويضمروه للطبيب فى وقت الصحة ووقت المرض
إذا كانت أبدان الناس دائمة الاستحالة، والتغيير، لامتزاجها من متضادات، يغالب بعضها بعضا، ولما طبعت عليه أيضا من قبولها للتأثير من المؤثرات العلوية، فلذلك هى محتاجة إلى تعديل ما يفرط عليها من الزيادة والنقصان، وإلى مقابلة كل كيفية قوية، بما ضادها، ليعتدل بذلك المزاج الاعتدال الذى يخص كل مزاج، ويتم لكل بدن أن يعمل أعماله الصحيحة التامة. وهذا التعديل، وسائر ما انضم إليه من إصلاح ما فسد من نظم تركيب الأعضاء، ومن رد ما خرج منها فى كمية عظيمة، أو تغيير شكله، أو موضعه، عن حالته الطبيعية، هو أعظم أصول الطب، والعالم به، وبما يتبعه، هو الطبيب.
وأيضا لما كانت الأبدان الصحيحة هى التى يجب حفظها على صحتها، ولا يتم للبدن حفظه على صحته، إلا بما شابهه، ولا يقدر على 〈معرفة〉 ما شابه الجسم، إلا من عرف مزاجه، ومقادير أخلاطه، وصورة اعتداله الخاص به، وما يخص عضوا عضوا من المزاج، والهيئة ، والتركيب، والاتصال، والوضع المبنى عليه، ومعرفة النسب والمقادير التى بها يتم للشبه حفظ شبهه، وذلك بأسره مع ما يتبعه من لواحقه، هى جملة أجزاء الطب، والقيم بعلمها هو الطبيب، وهو الذى يقدر بذلك على حفظ الصحة، وعلى اجتلابها، إذا فقدت. فبواجب إذا أن الأصحاء والمرضى محتاجون إلى الطبيب، فى حال الصحة، وحال المرض. وأيضا لما كانت ذات الإنسان يجب أن تكون عنده أشرف أملاكه، وأشرف ما يملكه ويقتنيه لذاته هى الصحة، والصحة لا تثبت و〈لا〉 تنحفظ، إلا بصناعة الطب، وجب لذلك أن يكون مقتنى صناعة الطب عند العقلاء، الأفاضل، مؤثرى الصلاح لذواتهم، هو أشد الناس عندهم تقدما، وأرفعهم منزلة، وأجلهم قدرا، وأصدقهم قولا. ولست اشير إلى من يتسمى بالطب، وهو عادم لمعناه، إذ كان هؤلاء بالهوان أحق من الإكرام، لاستحسانهم الكذب، ورضاهم لنفوسهم بالمحال.
Sayfa 107