============================================================
تحتضن العلم والعلماء ، فكان الطالب أو العالم ينتقل من مدينة إلى أخرى، ليحضر مجالس العلماء فيها، ويتلقى العلم منهم مباشرة، ولذا اقترن العلم مع الترحال في العصور السالفة ، كما هو الأمر في وقتنا الحاضر وقد سار القاضي أبو إسحاق، ابن أبي الدم ، على هذا المنوال ، فانتقل من حماة إلى بغداد وتفقه فيها(1)، ثم انتقل إلى القاهرة وسمع من المحدثين فيها(2) ودرس بالموصل على مشايخها، كما صرح بنفسه على ذلك، فقال : وافقنا على ذلك بعض مشايخنا بالموصل(4)، ودرس بالشام ، واتخذ فيها أصحابا وأحبة ، كما عبر عن ذلك(4).
وبعد أن قوي عوده، واشتد صلبه، ونضج عله، وجمع العلوم، وقطع البلاد، ولقي العلماء، وأخذ منهم ، بدأ في العطاء والإنتاج، واشتغل بالتدريس والتعليم، فحدث بالقاهرة بعد آن استكمل علمه فيها، كا حدث وعلم في كثير من بلاد الشام ، ثم استقر به المطاف بحماة فحدث فيها، ونشر علمه على أهلها، ثم تولى قضاءها، واشتهر بذلك، واستر عليه ، إلى آن وافاه اجله(4.
وتشير بعض المصادر إلى آنه تولى قضاء همذان، بالتحريك والذال الغجمة، وهي مدينة في وسط الجبال، في بلادهم العجم، اشتهرت بالماء العذب ، والهواء الطيب، والبرد الشديد، وهي آكبر مدينة فيها، ولا صحة (1) المرجع السابق، الصفحة نفها (2) المرجع السابق (4) انظر صفعة 216 ف 216 من هذا الكتاب .
(4) طبقات الشافمية ، الإسنوي : 547/1 ، شذرات النهب : 212/5، وانظر: صنحة 3216 من هذا الكتاب 5) شذرات النمب : 21279
Sayfa 19