ليلة ظلماء، إذا برقت أبصرت بعين رأسك جميع ما غاب عنك في تلك الظلمة، من بئر أو جرف أو واد؛ أو ما ترى إلى حديث حارثة؟ حدثنا بذلك عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا يوسف بن عطية، عن أنس، قال: بينما رسول الله ﷺ يمشي إذ استقبله شاب من الأنصار، فقال له النبي ﷺ: كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مؤمنًا بالله حقًا، قال: فانظر ما تقول، فإن لكل قول حقيقة. قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني بعرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة كيف يتزاورون، وكأني أنظر إلى أهل النار كيف يتعاون فيها. قال: عرفت فالزم. عبد نور الله الإيمان في قلبه. فقال: يا رسول
الله، ادع الله لي بالشهادة. فدعا له رسول الله ﷺ، فنودي يومًا في الخيل،
1 / 68