أحل الله لكم، ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين). وبقوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق). فهذا من الاحتجاج تعنيف، ومن القول تحريف، لأنا لم نرد بهذا التحريم، ولكن أردنا تأديب النفس، حتى تأخذ الأدب، وتعلم كيف ينبغي أن تعمل في ذلك؛ ألا ترى إلى قوله جل وعلا: (إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والأثم بغير الحق). فالبغي في الشيء الحلال حرام، والفخر حرام، والمباهاة حرام، والرياء حرام، والسرف حرام، فإنما أوتيت النفس هذا المنع من أجل أنها مالت إلى هذه الأشياء بقلبها، حتى فسد القلب، فلما رأيت النفس تتناول زينة الله والطيبات من الرزق،
تريد بذلك تغنيًا أو مباهاة أو رياء، علمت أنها خلطت حرامًا بحرام، فضيعت الشكر، وإنما رزقت لتشكر لا لتكفر؛
1 / 64