بمن، وإلفه مع من، أبالله سكونه ومعه ألفه، أم لعطائه سكن، ومع أحوال نفسه ألف؟ فالحك هو النقصان، فمن كان سكونه به، وإلفه معه، لم يتغير للنقصان، أعني نقصان العطاء، ولجزيله، لأنه للنقصان
والتجزيل يبين إلى ما سكنت، وهل قطعت الهوى، فهذه منزلة عبادتك له بما هو أهله، وهو الذي يقال له: اعبد الله باليقين لا بالهوى، واليقين، عقيب الهوى، فكل ما نقص من هذا ازداد من ذلك، فهما يتعاقبان أبدًا، ويقال: الصبر صبران: صبر على الشدائد، وصبر على ما يدعوك إليه الهوى، طاعة كانت أو معصية، فإذا فطمت نفسك عن طاعة الهوى، حتى صار لك عادة ألا تطيع الهوى في شيء من الأشياء، وإن أبيح لك ذلك الشيء، استنار قلبك باليقين، وهو نور مشرق في الصدر، وعينك تنظر إلى ذلك النور، ونفسك يقظان بقرب الله ﷿، كما قال عامر بن عبد قيس ﵀: ما وقع بصري على شيء إلا رأيت الله أقرب منه. وروى عن محمد بن واسع رحمه الله تعالى نحو من ذلك وإنما أدرك عامر هذه المنزلة، لأنه راض نفسه
1 / 55