1ال *1 انام اى الفتح محمود بن الحين بن السندى بن شاهك الكاتب المعروف بكشاجم (ت 360ه) دراسة وشرح وتحقيق الكتور النبدوى عبر الو احير كاللك
Sayfa 1
============================================================
251 النله 011 أبى الفتح محمود بن الحسين بن السندى بن شاهك الكاتب المعروف بكشاجم (ت 360 ه) راسه رشرع دخق اللترر النبرى بر الوا حورال
Sayfa 2
============================================================
حقوق الطبع محفوظة للمحقق 1402-1987م الطبعة الأولى
Sayfa 3
============================================================
1 0 م الله الزكمن الزيم الدراسة أثرت أن تشتمل هذه الدراسة على قسمين يتصل كل نهما بالآخر اتصالا وثيقا، ولكن نظام البحث العلمى يقتضى فصلهما، وإن كانا فى الهاية متصلين، وسوف يرى القارىء المتأنى أن القسم الأول كالمقدمة لنتيجة هى القسم الثانى، كما سيرى أن القسم الثانى الذى هو نتيجة يحتاج فى معرفته إلى القسم الأول الذى هو كالمقدمة، ومن هنا فالربط بينها واجب، وإن كان الفصل بينهما من مقتضيات البحث العلمى وآثرت أيضا أن يكون القسم الأول مشتملا على جوانب محددة هى : حلب عاصمة الحمدانين وهذا العنوان يندرج تحته جزئيات تتكون من جموعها صورة كاملة لهذه العاصمة الى دخلت التاريخ، ولن تخرج منه .
وهذه الجزثيات هى : تاريخها وأصل تسميتها- خضوعها للحكم الإسلامى، ومكانتها فيه - استيلاء الحمدانيين عليها وتكوين دولهم فيها.
- قيام الدولة الحمدانية وهذا العنوان يقتضى منا دراسة الظروف السياسية التى أدت إلى ظهور هذه الإمارة الإسلامية وغيرها من الإمارات فى شرق العالم الإسلامى ومغربه 3- الحالة الاجتماعية فى القرن الرابع بعامة وفى الدولة الحمدانية بخاصة، وانعكاس هذه الحالة على الاتجاهات الأدبية والفكرية
Sayfa 4
============================================================
ويكون القسم اللافى مشتملا على النقاط : ، وتوضيح م الأدبية .
1- كشا: التحريف يه 2- التعريف بكتاب أدب ال م، وعرض موجز لأجوابه 3 ريف بس
Sayfa 5
============================================================
القسم الأول حلب عاصمة الحمدانيين (1) تاريخها وأصل تسميتها : حلب هى إحدى المدد الى تضرب جذور عمبيقة ف أرض الزمن، وفى مثل هذه الحالة مجد الانسان نفسه مسلك بأقرب جذر من هذه الجذور ليبنى عليه حكمه الذى يريد له أن يكون قريبا عن الصواب يإن لم يكنه * وفى مثل هذه الحالة أيضا تنبى الأحكام أو أكثرها على بالحدس الننى مسك فى ببعض نواحيه ببعض آجزاه من الحقيقة وإذا أردنا أن نعرف التاريخ القديم لهذه المدينة فإنه يكون من الملزم لنا آن نعرق سر تسميتها جهذا الاسم دون غيره ، ولا يظن ظان أن للتاريخ غير التسمية لأننا فى هذه الحالة ومايشهها ترى أن التاريغ هو التسميةة بوبدايته تكون منذ بإطلاق هذه التسمية حلى تلك للبقعة، وأيضا بجب بأن نعرف هنا أن هنه التسمية ليست أمرا حادقا كل الصدق، كما أنها ليست أمرا كاذيا كل الكذب ، ولكنها تجمع من الجانبين ما يمكن أن يقرينا من الغرض، وإن كان لا يضعنا أمامه، أو لا يضعه أمامنا، وإن كان لا يحرمنا فى كل الأحوال من تصور ما يمكن أن يكون دلالة على الأمر، أو صورة غير واضحة المعالم، وإن كانت صلى كل الأحوال أحسن من عدم وجودها والذى يقرا ما كثبه المحدثون عن هده للتسمية الى هى محقيقة الوجود التاريخى هذه المدينة يرى أن هذه الكتابات مؤسسة على كتاياتنا نحن المسلمين فى عصور سابقة كان لمنا فيها الريادة وحمل الرلية، وكانت كلمتنا فيها مسموعة بحيث إذا تكلمنا صمت كل المتحدثين من ذوى الألسن المعوجة، ولكننا الآن لا نأخذ تاريخنا ولغتنا إلا من هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يقيموا جملة عربية صحيحة، ورحم الله أياما كان العرب يأخذون فيها
Sayfa 6
============================================================
لغتهم من البادية التى لم تختلط فيها الآلسن بغيرها ، ولعنة الله على ظروف تنسينا ذلك وتجعلنا تأخذ لغتنا- وإن شئت فقل أصول ديننا - من أبناء بهود، أو ممن تتلمذوا على أيديهم، وهم - مهما تذرعوا بالبحث العلمى واختفوا وراء تلك الراية- لن يكونوا اكئر منا حرصا على تاريخنا ولغتنا وديننا من التشويه والتحريف والتضييم من هذا المنطلق - وإن شئت فأضف إليه التعصب لما نقوله عن أنفسنا، لا ما يقوله غيرنا عنا - أجدنى مستريحا إلى أن أولى وجهى نحو تراثنا أستخرج كنوزه ، ويكون هو مقصدى الأول فى البحث، فإن جاء شىء مما قال الأعاجم بعد ذلك فإنما يكون بمثابة تأكيد لما قلته من أنهم على مائدتنا بعيشون، ولكهم بمتازون عنا بأنهم يزينون ما يقولون، أو يعرضون بضاعتهم عرضا جيدا وفى سبب تسمية هذه البقعة باسم حلب: بذكر لنا ياقوت رآيين لا بخلوان من الحقيقة أو جزء منها فيقول (1) فى الأول: "قال الزجاجى : سميت حلب لأن ابر اهيم عليه السلام كان بحلب فيها غمه فى الجمعات ويتصدق به، فيقول الفقراء: حلب حلب فسى به 7 ولكته يعترض على هذه التسمية، وبحاول إيجاذ مخرج للاعتراض فيقول (2) : "قلت أنا: وهذا فيه نظر ؛ لأن ابر اهيم عليه السلام وأهل الشام فى أيامه لم يكونوا عربا، إتما العربية فى ولد ابنه اسماعيل عليه السلام، وقحطان ، على أن لإبراهيم فى قلعة حلب مقامين يزار ان إلى الآن ، فإن كان هذه اللفظة أعنى حلب أصل فى العبرانية أو السريانية لجاز ذلك ، لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة !.
واعتراض ياقوت على هذه التسمية وجيه كل الوجاهة، ومحاولته الخروج من مأزق الاعتراض أكثر وجاهة، لأنه علق اقتناعه بالتسمية (1) انظر في معجم البلدان (حلب) ، وصبح الأعشى ،/116.
(2) معجم البلدان (حلب)
Sayfa 7
============================================================
اذا كانت هناك دلالات لفظية غير عربية توافق الدلالة العربية للتسمية وقد أكدت الدراسات التى أجريت على النصوص البابلية والآثار الأشورية والنقوشن المصرية وجود مملكة صغيرة خاضعة لملك الحيثيين باسم "حلبو7، وقد وقعت فى هذه المدينة حروب بين ملوك مصر من الفراعنة، وملوك "حلبوه من الحيثيين، وقد انتهت هذه الحروب بمعاهدات ود وصداقة بين الجانبين .(1) وقد تغير هذا الاسم "حلبو" فى عصور مختلفة فصار "حلوان" آيام الأشوريين و "ابيرواه أيام اليونانيين والرومانيين وهذا الاسم "بيرواه يذكره ياقوت "باروا" ثم عادت إلى اسمها أيام الفرس، وعلى الرغم من هذا الاختلاف فى التسمية فإتها رجعت إلى التسمية الارامية "خلب" وإلى التسمية العربية "حلب" (2) وعلى هذا فإن إطلاق اسم "حلب" على هذه البتعة بسبب ما كان يقوله الفقراء عندما يسمعون الخليل ابراهيم عليه السلام وهو محلب بقرته فيه شىء من الصحة ويقول ياقوت فى الثافى (3) : " وقال قوم : إن حلب وحص وبرذعة كانوا إخوة من بى عمليق فبى كل واحد منهم مدينة نسميت به ويقال : إن لهم بقية فى العرب لآنهم كانوا قد اختلطوا بهم ، ومنهم الزباء، فعلى هذا يصح أن يكوذ أهل هذه المدينة كانوا يتكلمون بالعربية فيقولون "حلب" إذا حلب ابراهيم عليه السلام"، وذكر فى موضع آخر آنها سميت بهذا الاسم لأنه "لما ملك بلقورس الأشورى الموصل وقصبتها يومثذ نينوى كان المستولى على خطة قتسر ين حلب بن المهر أحد بى الجان بن مكنف من العماليق، فاختط مدينة سميت به" (1) انظر كتاب محاضرات عن الحر كة الأدبية فى حلب ص * للد كتور سامى الكيالى، وكتاب سيف الدولة وعصر الحمدانيين له آيضا ص4 (2) يف الدولة وعصر الحدانيين 54، 55 () مجم البلدان (حلب)، وقريب من هذا فى صبح الأعشى ، /116
Sayfa 8
============================================================
وفي هذا الذى يذكره هنا أيضا جانب كبير من الصحة لا يستطيع العقل قبوله كلله ولا رغضه كله وإن كان يمكن التوفيق بين سبب التسميتين بأن يكون الذى بنلها باسمه "حلب" ، بو آن يكون الفقراء قد قالوا عند سماعهم فعل ابراهم عليه السلام "حلب" فيكون هناك تطابق عن طريق المصادفة بين الحذث الذى وقع من ابرالهيم وبين تسمية المديثة، بولا بهنا هنا من يكون السايق فى التسمية والحق أن ياقوتا طوف كثيرا فى حديثه عن هنه المدينة فذكر تاريخها من حيث تسميتها كما ذكر ما ابتليت به على مر العصور، وذكر آيضنا أجزامها وجوانب أسوارها وأبوابها ومياهها وقد استهل حديثه عن حلب يتوله: "مدينة عظيمة واسعة، كشرة الخبرات، طيبة الهواء، صحيحة الأدم والماء، وهى قصبة جند قاسرين فى آيلمنا هله6 وخم حديثه عن حلب مما قاله شاعرنا كشاجم فقال: "وقال كشاجم": أرتك ندى الغيث آثارها وأخرجت الأرض أزهارها وما آمتعت جارها بلدة كما آمتعت حلب جارها هى الخلد جمع ما تشهى فزرها فطوج لمن زارها (ب) حضوعها للإسلام ومكانتها فيه: قد لا يعجب بعض القراء هذا للعتوان ، اتطلاقا من حبدأ نآن هذا العنوان قد مجر علينا مشاكل كثيرة من حيث آنهامات اللستشر قين و أتبلاعهم للاسلام بأته فرض نفسه بالقوة على الأرض الى خضعت له ، وهل فى ذلك عيب؟
إن للشمس تفرضن نفسها على الأرض بقوتها ولا يضيرها آن يصاب بعض المتعرضين لها بضربات شمس قد تقضى عليهم، وقد يشفون منها، ولكنها فى كل الأحوال تسطع وتنفع الناس فى معيشتهم وإن كانوا لا يستطيعون
Sayfa 9
============================================================
النظر إلبها، لأبها ستأخذ أبصارهم الى لم تؤهل هذا للنظر، وإنما خلقت فقط لتنظر فى أثر الضوء وليس ف حصدره ورحم الله أديبنا الزيات الذى قال (2) : "الإسلام دين القوة، وهل فى ذلك شك ؟ شنارعه الجبار ذو القوة المتين، ومبلغه محمد الصبار ذو العزيمة الأمين، وكتابه هو القرآن الذى تحدى كل إتسان وأعجز، ولسانه هو العرف الذى أخرس كل لسان وأبان ، وقواده الخالديون هم النين أخضعوا لسيوفهم رقاب كسرى وقيصر، وخلفاؤه العمريون هم الذين رفعوا عروشهم على نواصى الشرق وللغرب، فبن لم يكن قوى البأس قوى النفس، قوى الإرادة، قوى العلة، كان مساما من غير باسلام، وعربيا من غير عروبة" وقد عر ضت على نفسى أن يكون العنوان " حلب والإسلام " ولكنى وجلت من نفسى إصرارا على العنوان النى ذكرته لأن أحداث التاريخ ؤيده وتدفع النفس إلى الزيادة فى الإصرار والتمادى فيه ، يقول ابن الاثثير (4): 0لا فرغ ابو عبيدة من قنسرين سار إلى حلب، فبلغه أن أهل قنسرين تقضواوغدروا ، غوجه إليهم السمط الكندى فحصرهم وفتحها، واأصاب فيها بقرا وغما، فقسم بعضه فى جيشه، وجعل بقيته في المضم، ووصل ابو عبيدة إلى حاضر حلب، وهو قريب منها، فجمع أصنافا من العرب، فصالحهم آبو عبيدة على الجزية، ثم أسلموا بعد ذلك، وأنى حلب وعلى مقدمته عياض بن غم الفهرى، فتحصن أهلها وحصرهم المسلمون قلم يلبئوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم ومدينهم وكنائسهم وحصبهم ، فأعطوا ذلك واستثى عليهم موضع المسجد، وكان الذى صالحهم عياض، فأجاز أبو عبيدة ذلك ، وقيل : صولحوا على أن يقاسموا منازهم وكنائسهم: (1) وحى الرسالة 139/3 (2) الكامل فى التاريخ 494/2.
Sayfa 10
============================================================
وقيل إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية، وراسلوا فى الصلح، فلماتم ذلك رجعوا إليها" (1) وعلى هذا فإنه يتساوى فى رأنى أن يكون أهلها قد صالحوا قادة الإسلام فى أول الأمر، أو عادوا إلى حلب بعد الصلح ، فإن الأمر فى الحالين يبين أن هذه الأرض قد خضعت لحكم الإسلام، أو أن الإسلام ضمها تحت لواله، ونشر عليها حمايته وهكذا يتضح لنا مما سبق أن "حلب" قد سيطرت عليها أمم كثيرة ختلفة من حيث اللغة والدين والعادات والدم، يتمثاون فى الحيثيين والأشوريين والمصريين والبيز نطيين والفرس والعرب، ولكنها على الرغم من ذلك حافظت على أصولها مع ما اكتسبته من الآمم التى نزلت بها مماجهل لها مناعة خاصة تستطيع ها مواجهة الأحداث (2) لكن الذى يقرأ التاريخ الإسلامى يرى أن "حلب" كانت تضاف دائما إلى لاقنسرين" وتعتبر جزءا من أعمالها، واستمر ذلك حتى آخر الدولة الأموية، ثم حدث أن أحذت "احلب" تزدهر وتنمو و "قنسرين" تزوى وتتضاءل، ثم انقلب الوضع فى أيام الدولة العباسية فأصبحت "قنسرين" تابعة ("حلب" وجزءا من أعماها . (3) وفى أيام قوة الدولة العباسية كانت "حلب" إحدى الولايات الإسلامية التى تدين بالولاء للخليفة العباسى فى بغداد، ولما دب الضعف فى أوصال الدولة العباسية تأرجحت تحلب" فى ولائها ما بين الطولونيين تارة، والاخشيديين تارة ثم الحمدانيين الذين جعلوا منها عاصمة لدولهم (1) وجاء مثل هذا فى تاريخ ابن خلدون كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر /940، وهاية الأرب 165/19 (2) انظر سيف الدولة وعصر الحمدانيين (3) انظر بنية الطلب فى تاريخ حلب لابن العديم 15/1 خطوط بدار الكتب المصرية دقم 9423
Sayfa 11
============================================================
2- قيام الدولة الحمدانية تولى معاوية بن أبي سفيان حكم المسامين بعد أن تنازل الحسن بن على عن بيعة الناس له، حقنا لدماء المسلمين، وجمعا لشتاتهم، وقد آحسن معاوية ومن بعده أن الناس لا يحبوتهم، ولكهم يطمعون فى المال الذى فى خزائهم، فأظهروالهم الحب، وأضروالهم العداوة، ويرهبون السيف الذى فى أيديهم فطأطأوا لهم الرعوس، وأحنوا الامات، ولكنهم فى كل الحالات ينتظرون منهم غرة اينقضوا عليهم، ويزيلوا شأفهم وقد استطاع معاوية ومن بعده أن يعيدوا العرب إلى سابق عهدهم قبل الإسلام من عصبية قبلية مقيتة، وعصبية للجنس العرن آشد متتا، وذكر للثارات وآيام العرب مما يجعل كل قبيلة تنظر لنفسها دون غيرها،
بعد آن كان الإسلام قد صهر كل ذلك وآخرج منه المعدن النغيس لالصورة البشرية الرفيعة التى تفخر بالإسلام وتدفع عنه، وبعد آن سوى الإسلام بين الناس جميعا لا فرق بين غنيهم وفقيرهم ولا بين آبيضهم وآصفرهم وآحمرهم وأسودهم وكان من نتيبة تعصبهم للهرب دون غيرهم أن زرعوا بأيديهم البغض فى نفوس غير العرب، ذلك البغض الذى تحول مع الأيام إلى تار أحرقهم وذرتهم للريح ، هذا على الرغم من آن غير العرب كانوا - كما سبق القول يظهرون لهؤلاء القوم غير ما يضمرون، ولم يكن البيت المروانى أقل تعصبا للعروبة وإذكاء لنارها من البيت السفيانى ، وبالتالى لم يكن الناس أقد عداوة هم من معاوية ومن بعده.
وجدير بنا آن نسمع القصة التالية لرى موتف غير العرب من هذا البيت الأموى، يروى الأصفهانى أنه قد "استأذن إسماعيل بن يسار النسائى على الغمر بن يزيد بن عبد الملك يوما، فحجبه ساعة ثم أذن له، فدخل يبكى، فقال له الغمر: مالك يا أبا فائد تبكى؟ قال : وكيف لا أبكى
Sayfa 12
============================================================
و أنا على مروانبى ومروانية أبى أحجب عنك افجعل الغمر يعتذر إليه وهو يبكى، فما سكت حى وصلله الغمر بجملة لها قدر، وخرج من عنده، فلحقه رجل فقال له: أخبرنى ويلك يا إسماعيل، أى مروانية كانت لك أو لأبيك؟ قال: بغضنا إياهم ، امر أته ظالق إن لم يكن يلعن مروان وآله كل يوم مكان التسبيح، وإن لم يكن أبوه حضره الموت، فقيل له : قل : لا إله إلا الله، ققال : لعن الله مروان، تقربا بذلك إلى الله تعلل ، والبدالا له من االتوحيد، وإقامة له مقامه* () ولم يكن هذا فقط هو السبب فى ظهور الشعوبية على اختلافها، بل انه يروى آن زياد ابن آبيه حين استلحقه معاوية بأبيه وخشى ألا تقر له العرب يذلك صنع كتاب "المثالب" وعدد نقائص العرب مما دفع الكثيرين إلى الكتابة فى مثل هذا الموضوع ، حى وصل الأمر ببعضهم إلى أن ألف كتابا فى مثالب العرب بدأه بمثالب ينى هاشم ثم بطون قريش ثم سائر العرب(2): ولنستمع إلى بعض قول أبى عامر بن غرسية الذى أرسله إلى أبى عبد الله
ابن الخداد يعاتبه فيه ويفضل العجم على العرب وفيه يقول (3): "أحسبك أزريت، وبهذا الجبل البجيل ازدريت، وما دريت آنهم الصهب للشهب، ليسوابعرب توى آينق جرب، تساورة آكاسرة، مجد، نجد، هم(4) لا رعاة شوبهلت ولا بهم، شغلوا بالماذى والمران، عن رعى البعران، وجلب العز عن حلب المعز جبابرة قياصرة، ذوو المغلفر والدروع ." وفيه أيضا يقول: 9فلا تهاجر، بنى هاجر، انع أرقاؤنا وعبدتا، (1) الأغانى ، /410 (2) انظر هامش البيان والتبين 4/ه وتفسير ررح المعانى 147/46 (3) نوادر المخطوطات المجموعة الثالثة ص 246 (4) البهم بضم قفتح جمع بهمة بالضم وهو الفارس لا يدرى من أين يؤن لمشدة بلمه، والبهم بالتحريك *و بالفتع أيضا جبح بهنة وهى اللصغير من أو لاد للفم
Sayfa 13
============================================================
وعتقاؤنا وحفدتنا(9)، منتا عليكم بالعتق وأخرجناكم من ربق الرق، وألحقناكم بالأحرار، فغمطم النعمة، فصفعناكم صفعا، يشارك سنعا، اضطر كم إلى سكنى الحجاز، والجاكم إلى ذات المجاز".
وإذا كان هذا قد حدث فى بلاد الأندلس التى حكمها المروانيون، فإن المشرق العربى كان أساس هذه الشعوبية ، وكان الخكم الآموى والمروانى دافعا لها، وقد سمع حكامهم مثل هذا من أحد هؤلاء الشعوبيين، فقد جاء فى الأغانى (2) " أن اسماعيلى ين يسار دخل على هشام فى خلافته وهو بالرصافة جالس على بر كة له فى قصره، فاستنشده وهو يرى آنه پنشده مدحا له، فأنشده قصيدته الى يفتخر فيها بالعجم: يا دبع رامة بالعلياء عن رم هل ترجعن ذا حييت تسليمى ما بان حى غدت بزل الطى هم تخدى اغربهم سيرا بتفخم كاتى يوم ساروا شارب سلبت فؤاده قيسوة من خمر داروم حى انهى إلى قوله : وجلك ما عودى بذى خود عند الحفاظ ولا حوضق عهدوم أصلى كريم ومجدى لا يقاس به ولى لسان كحد السيف مسموم من كل قرم بناج الملك معموم احمى به مجد آقوام ذوى حسب رد عتاق مساميح مطاعم جح سادة بلسج مرازيه من مثل كمسرى وسليور الجنود معا والهرمزان لفخر أو لتعظيم أسد الكتائب يوم الروع إن زحفوا وهم أذلوا ملوك الترك والروم (1) الحفدة: الأعوان والخدمة واحدهم حافد (2) الأغانى ، /423. واتظر آيضا ص 411 من الجزء نفه ففيه موازنة صريحة بين المرب والعجم
Sayfa 14
============================================================
مشون في حلق الماذى سابغة مشى الضراغية الأسد اللهاميم هناك إن تسآلى تنبى بأن لنا جرثومة قهرت عز الجرائم فغضب هشام وقال له: يا عاض بظرأمه! آعلى تفخر واياى تنشد قصيدة نمدح بها نفسلث وأعلاج قومك !! غطوه فى الماء، فغطوه فى البركة ى كادت نفسه تخرج، ثم آمر باخراجه وهو بشر ونفاه من وقته، فاخرج عن الرصافة منفيا إلى الحجاز) وهكذا تراهم قد أشعلوا نار العصبية ضد العرب، وكانوا أول من احرق بها وتوارثت الاجيال بعدهم حرها وفيبها.
اجثت تار العصبية دولة بى أمية، وأقام أصحاب هذه العصيية دولة بى العباس، ولم ينس العباسيون لهم هذا الفضل، فأسندوا إليهم الكثير من الأعمال الكبيرة التى كان العرب يستأثرون بها دونهم فى دولة بنى أمية، مما جعل الصراع يتحول في هذه الدولة بين الجنس الفارسى الذى آصبح هو المسيطر، والجنس العرن الذى أبعد، وكان أكبر مظهر من مظاهر هذا الصراع ما حدث من خلاف بين الأمين والمأمون وانتصار المأمون وقتل الآمين، فقد نظر العرب على آنهم الذين قتلوا وليس الآمين، كما أن الفرس نظروا إلى أنهم هم الذين انتصروا وليس المأمون .
ولكن الذى يقرأ تاريخ الدولة العباسية يرى أنه قد ظهر فى تاريخها الطويل جماعات كثيرة من الطامعين فيها أو الطامعين فى أجزاء منها، وكانت الدولة تتصرف مع هذه الجماعات على حسب ظروفيا من حيث القوة
أو الضعف، ومن حيث قربهم من يدها أو بعدهم عنها، ومن حيث استئصالهم او مهادنهم فالذى يقرأ الظروف التاريخية الأولى فى حياة الدولة العباسية يرى أن أحد المغامرين وهو آبو مسلم الخراسانى قد أحس من نفسه القوة، فطلب من الخليفة أبى عبد الله السفاح أن يوليه إمارة الحج - وكان ذلك وقتها
Sayfa 15
============================================================
من الأعمال الدينية الكبرى التى لا يقوم بها إلا ذوو الشأن والنظر فى الدولة فكتب السفاح إلى أخيه المنصور إن أبا مسلم كتب إلى يستأذننى فى الحج، وقد أذنت له، وهو يريد منى أن أوليه الموسم، فاكتب إلى تستأذنى فى الحج فآذن لك، فإنك إن كنت بمكة لم يطمع آن يتقدمك . ففعل المنصور ما طلبه السفاح، فحقد أبو مسلم على المنصور لاختياره هذا العام للحج، ولكنه على الرغم من ذلك كان يتقدم على أبى جعفر، وقد استطاع أن يكسب طيب الأحدوثة لأنه كان يكسو الأعراب ويصلح الآبار والطريق ، ولما انتهى الموسم تقدم أبو مسلم على أبى جعفر فى الطريق ، فلما كان بالطريق أتاه خبر وفاة السفاح فكتب إلى أبى جعفر يعزيه فى أخيه ولم يهته بالخلافة، وبلغ به الأمر أن شتم أبا جعفر أمام رسوله الذى أرسله إلى أبى مسلم يسأله عن الأموال الى غنمها بعد قتال عبد الله بن على ، وقال : أنا أمين على الدماء خائن فى الأموال ا ولقد وصل به الأمر أن بقول فى إحدى رساثله إلى المنصور : " إنه ليس من أهلك أحد أشد تعظيما لحقك وأصنى نصيحة لك وحرصا على ما يسرك منى " . ولقد أوصلته الدالة إلى أكثر من ذلك فقد طلب من المتصور أن بحبس عبد الجبار بن عبد الرحمن وهو قائد شرطة المنصور والسفاح قبله، وصالح بن الهيم وهو أخو أمير المؤمنين من
الرضاعة، وذلك تحجة آنهما يعيبانه، فلما رفض المنصور هذا الطلب قال أبو مسلم : أراهما آثر عندك منى.
هذا وغيره كثيز جعل المنصور يعقد العزم على التخلص من هذا المغامر العنيد، ولماتم قتله قال المنصور: اشرب بكاس كنت تسقى بها أمر فى الحلق من العلقم زعمت أن الدين لا يقتضى كذبت فاستوف آبا جرم (1) (1) انظر فى هذه الحادثة تاريخ الطبرى، والكامل فى التاريخ فى آحداث عام 136) 137 وتاريخ ابن خلدون /388-392. انظر البيان والتبيين */367.
Sayfa 16
============================================================
وقد فعل الوشيد بالبر امكق(9) ما ضله أبو جعفر يأق مسلم ، وذللك لأن الدولة كانت قوية، والمطلوب قتله فى متنلول يد الخليفة ، ويعتبر قتله من وجهة نظر الخليقة تأمينا للدولة: وتثبيتا لأركان الحكم وتأكيدا: لهيبة الخليفة: ولكن الرشيد نفسه لم يستطع أن يفعل الذى فعله مع البرامكة مع أحد
المغامرين فى غوب المملكة الإسلامية المترامية وهو ابر اهيم بن الآغلب، اذ من المعروف أن العباسيين قد ازدادت مخاوفهم، لأن حكمهم فى أفريقية بدا يضعف ويزداد فى الضعف، وبخاصة بعد موت الوالى العباسى القوى "يزيد بن حاتم المهلبى عام 180ه. (2) وقد زالت هذه المخاوف عنما ظهر " ابواهيم بن الأغلب" الذى استطلع أن يعيد للحكم العباسى هيبته فى أفريقية، وقد وصلت الجرأة بهاا الخاكم القوى أن يطلب من هارون الرشيد جعل ولاية أفريقية له ، وقد وافق الرشيد، وكتب إليه عهد الولاية (3) فلما ضعفت الدولة العباسية بضعف خلفاتها كتر المغامرون فى شرق المملكة وغربها، حى أصبح الخلفاء أنفسهم تحت رحمة هؤلاء المغامرين، وقد ترتب على هذا الضعف ظهور الدويلات الكشرة، وكان من هذه الدويلات دولة بى حمدان ولا يظتن ظان أن فى وصف آل حمدان بصفة المغلمرين تجاوتا أواتهاما بلا دليل، هذا الظن إن وقع فى يعض النفوس فاما يرجع سببه إلى ما يعرف الناس جميعا عن مواقف الحمدانيين من حروب الروم، وإنى مع الناس (0) انظر فى قتل البر امكة أحداث عام 187 فى الطبرى وابن الآثير، وانظر تاريخ ابن خلدون 4727 (2) انظر وفيات الأعيان 421/6 (3) الظر الحلة السيراء 3/1ه وف صفحلت كثيرة منه 381/2، الكامله فى التاريخ حوادت عام 7114هه1
Sayfa 17
============================================================
جميعا فى إكبار مواقفهم فى حروب الروم بل إنى لا أستطيع إلا أن أحى رأسى لها إكبارا وإجلالا، ولكنى أمحدث عن بداية آل حمدان هذه البداية قد بدأت بظهور حمدان بن حمدون على مسرح الحياة السياسية فى سنة 254 حين استعان به الحسن بن أيوب بن أحمد بن عمربن الخطاب العدوى التغلبى لمحاربة مساور بن عبد الحميد الخارجى الذى كان قد استولى على أكثر أعمال الموصل، وقرى أمره فيها وقد بدأ تجم حمدان بن حمدون يظهر منذ ذلك الوقت، بل ويلمع فى كثير من المعارك التى خاضها، ومن قراءتنا فى تاريخ معاركه لا نجده التزم خطا واحدا، وإنما نراه اليوم بحارب فى جاتب، ثم نراه غدا محارب ضد هذا الجانب، فالحرب لم تكن حرب مباديء، ولكنها كانت فى نظلرى رب منفعة، فهو مع آتباعه يشبه ما يسمى فى العصر الحديث باسم المرتزقة، فحمدان بن حمدون مرة بحارب فى صف محمد بن إسحاق بن كنداجق ومرة بحارب ضده، ومع أننا تعرف أن الأسرة الحمدانية لها هوى شيعى إلا آننا نرى حمدان بن حمدون كان بحارب فى جانب هارون الشارى الخارجى . أليس كل هذا دليلا على أن هذا الرجل وأمثاله كانوا من المغامرين ؟ (1) لكن المعارك التى خاضها حمدان بن حمدون أثمرت ثمرتها فى عام (293 ه) حين ولى المكتفى بالله أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون على الموصل فكانت هذه السنة بداية أول إمارة لبى حمدان. (2) لكن تجم نجوم بنى حمدان هو سيف الدولة على بن عبد الله بن حمدان ابن حمدون، وكان هذا الأمير فى أول أمره فى معية أخيه ناصر الدولة، (1) لمن يريد قراءة التاريخ أحيله على الجزء السابع من تاريخ الكامل لاين الأثير 42 وير اجع أيضا تاريخ ابن خلدون المجلد الثالث 748، 879، المجلد الرابع 488- 545، وتاريخ الطبرى 9 ف أحداث ،25، 10 ف أحداث 272، 281 (2) الكامل 538/7، تاريخ ابن خلدون المجلد الرايع 492
Sayfa 18
============================================================
فمرة نراه في الموصل، وأخرى نراه فى واسط، والمعارك الحربية الى انتدبه ها أخوه جعلته يقوى ويشتد عوده، حى طمع فى آن يستقل بامارة يكون هو آميرها، ولا يكون تابعا، وقد اتجه نظره إلى حلب فملكها واستولى عليها عام 333ه، وكانت فى تلك الفترة تحت حكم الإخشيديين، ولم يستطع الإخشيديون الاحتفاظ بها، وتوجه سيف الدولة بعد ذلك إلى حمص فلكها أيضا، وطمع سيف الدولة فى الحصول على دمشق ولكنه لم يستطع فتحها ، لأن أهلنا منعوها منه، وهكذا استقر أمر سيف الدولة فى حلب وما جاورها (1). واستمر فى حروب طاحنة بينه وبين الروم تارة، وبينه وبين الخارجين عليه تارة أخرى حى انهى أجله عام 356ه.
(1) الكامل 445/8، تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع 503
Sayfa 19
============================================================
3- الحالة الاجتماعية وأثرها فى الحياة العامة لا نستطيم أن نفصل هذا القرن عن القرن الثالث، ولا أن نقول إن
الصفات الى اتسم بها هذا العصر وليدة ساعتها، وإنما الذى يجب أن يعرفه كل الناس أن هذا العصر امتداد للعصر السابق عليه والذى يقرأ كتب التاريخ يتضح له أن كل المصائب التى وقعت على العالم الإسلاى فى القرن الثالث كان لها سبب واحد هو الإكثار من العبيد والإماء من جنسيات ختلفة، واتخاذ الحلفاء الحرس من هؤلاء العبيد، واتخاذ بعض الإماء سرارى قد انجين للخلفاء العرب من جلس مجلس الخلفاء فى القرن الثالث، فكان كل خايفة يقرب من الحراءن من يتناسب فى جنسيتة مع جنس آمه، مما أوجد الكثير من التنافس بين الأجناس، وليت الآمر استقر على التنافس فقط، واكنه وصل إلى الصراع على الاستثئار بالخليفة والهيمنة عليه ويروى لنا ابن الآثير السبب فى بناء مدينة "سامرا" فيقول (1) : 0 كان سبب ذلك أن المعتصم كان قد اكثر من الغلمان الأتراك، فكانوا لا يزالون يرون الواحد بعد الواحد قتيلا، وذلك أنهم كانوا جفاة يركبون الدواب، فيركضونها إلى الشوارع، فيصدمون الرجل والمرأة والصبى) فيأخذهم الأبناء عن دوابهم، ويضرونهم، ورعا هلك أحدهم فتأذى بهم الناس ثم إن المعتصم ركب يوم عيد فقام أليه شيخ، فقال له : يا أبا إسجاق، فأراد الجند ضربه، فمنعيم، وقال : ياشيخ مالك، مالك، قال : لا جزاك الله عن الجوار خيرا، جاورتنا وجيت بهؤلاء العلوج من غلمانك الأتراك، فأسكتتهم بيننا، فأيتمت صبياننا، وأرملت بهم نسوانتا، وقتلت رجالنا، والمعتصم يسمع ذاك، فدخل منزله، ولم ير راكبا إلى (1) الكامل فى التاريخ 452/6
Sayfa 20