وهو كاتب ممتاز، بذكاء فرنسي، يتهكم أكثر مما يضحك، ولكن تهكمه يحمى أحيانا حتى ليشوي به العادات والعقائد المتعفنة، ولكن هذا الساخر الضاحك يذوب حنانا عندما يذكر الفقراء والمغلوبين.
هو عدو الاستعمار والاستغلال كما هو عدو الكبرياء الشامخة التي تحيا على الغش والمكر، وهو يكافح الجهلة والمغفلين ويمزق أوهامهم بذكائه الذي يقطع كالسكين، ولو سئلت: ما هي مميزات أناطول فرانس؟ لقلت إن له ميزة وحيدة هي أنه داعية الذكاء.
ولذلك نحن ننتفع كثيرا بترجمة مؤلفاته: «جزيرة البنغوين»، و«ثورة الملائكة»، و«الآلهة عطشى».
وما أحوج المغرورين في الأقطار العربية، أولئك الذين يزعمون أنهم يفهمون، إلى أن يقرءوا هذه المؤلفات وغيرها حتى يتعلموا الفهم، والفهم فقط. •••
هؤلاء ثمانية من الأدباء الذين انتفعت بهم في تربيتي وتكوين شخصيتي الأدبية، والذين أعتقد أنه يجب أن تترجم مؤلفاتهم، كاملة بلا تلخيص، إلى لغتنا، وأسوأ شيء في الأدب هو التلخيص.
وثم اثنان آخران ليسا معدودين من الأدباء، مع أنهما في صميم الأدب، من حيث أن الأدب هو الحياة، بل هو الكفاح من أجل الحياة الفاضلة، ولم يكافح أحد مثلهما، وقد حاباني القدر حين جعلني أحيا في هذه الدنيا وأعاصرهما.
هما: غاندي، ونهرو.
حياة غاندي بقلمه هي كتاب مقدس آخر.
وحياة نهرو أيضا هي كتاب مقدس آخر.
حياتهما اعترافات، لها قوة اعترافات روسو أو جوركي.
Bilinmeyen sayfa