فأرخوا بعام الفيل، وفبه ولد النبي ﷺ، وكان في السنة الثامنة والثلاثين من ملك كسرى أنو شروان.
وأرخت العرب بعام الخنان لأنهم تماوتوا فيه، وعظم عندهم أمره فقال النابغة الجعدي:
فمن يك سائلًا عني فإني ... من الشبان أيام الخنان
مضت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجتان
وأرخت قريش بموت هشام بن المغيرة المخزومي لجلالته فيهم، ولذلك قال شاعرهم:
وأصبح بطن مكة مقشعرًا ... كأن الأرض ليس بها هشام
وروي عن الزهري والشعبي، أن بني إسماعيل أرخوا من نار إبراهيم ﵇ إلى بنائه البيت، حين بناه مع إسماعيل، وأن بني إسماعيل أرخوا من بنيان البيت إلى تفرق معد. ثم كانوا يؤرخون بشيء شيء إلى موت كعب بن لؤي. ثم أرخوا بعام الفيل إلى أن أرخ عمر بن الخطاب ﵁ من هجرة النبي ﷺ.
وكان سبب ذلك أن أبا موسى كتب إليه: إنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب ليس لها تاريخ، فلا ندري على أيها نعمل.