Büyük Adab Kitabı
كتاب الأدب الكبير
Yayıncı
دار صادر - بيروت
تبصر ما في الوالي من الأخلاق التي تحب له, والتي تكره، وما هو عليه من الرأي الذي ترضي له, والذي لا ترضي, ثم لا تكابرنه1 بالتحويل له عما يحب ويكره, إلى ما تحب وتكره, فإن هذه رياضة صعبة تحمل على التنائي والقلى2.
فإنك قلما تقدر على رد رجل عن طريقة هو عليها بالمكابرة, والمناقضة، وإن لم يكن ممن يجمح به3 عز السلطان, ولكنك تقدر على أن تعينه على أحسن رأيه، وتسدده فيه, وتزينه، وتقويه عليه, فإذا قويت منه المحاسن كانت هي التي تكفيك المساوئ, وإذا استحكمت منه ناحية من الصواب, كان ذلك الصواب هو الذي يبصره مواقع الخطأ بألطف من تبصيرك, وأعدل من حكمك في نفسك, فإن الصواب يؤيد بعضه بعضا, ويدعو بعضه إلى بعض, حتى تستحكم لصاحبه الأشياء، ويظهر عليها4 بتحكيم الرأي، فإذا كانت له مكانة من الأصالة اقتلع ذلك الخطأ كله.
فاحفظ هذا الباب, وأحكمه.
لا تسأل السلطان, ولا تتدلل عليه:
لا يكونن طلبك ما عند الوالي بالمسألة، ولا تستبطئه،
Sayfa 83