Arap Edebiyatı
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Türler
وهكذا تطورت العقلية في وقت قصير وبلغت غير قليل، ولكنها عادت إلى الجمود عندما ضعف أمر العرب، وصارت إلى الهمود عندما ذهب الملك من يدهم وآل إلى الأتراك، وعادت إلى اليقظة والانبعاث عندما فكر العرب بحقهم المسلوب، وقاموا يجاهدون للوصول إليه، ولا يزالون يجاهدون لاستعادة أمجادهم الغابرة. أما اللغة فظلت تقاوم العوادي، ولو لم تثبت في وجه الزمان لبادت الأمة واضمحل كيانها، وسترى أسباب هذا الثبات بعد قليل.
الأدب العربي
كلمة عامة:
الأدب العربي - الذي بين أيدينا اليوم - من الجاهلي حتى عصر الانحطاط؛ غني جدا لأنه أدب شعوب جمة، فهو وارث مدنيات عديدة لها تصوراتها وخيالاتها وأفكارها وحكمتها وفلسفتها ونظرياتها الاجتماعية، لقد كان الفتح الإسلامي أشبه بالبوتقة التي صهرت فيها المعادن المختلفة، ثم كونت منها شيئا مطبوعا بطابعها الخاص.
أدب البداوة:
البداوة طور اجتماعي تمر به كل الأمم، بل هو معبر إلى الحضارة لا بد أن تمر به كل أمة مهما سمت مدنيتها.
وللبداوة في الحياة طريقة خاصة وأدب خاص يكون في أول عهده شعرا؛ لأن الشعر وليد الخيال، والخيال يسبق الفكر؛ لأن الشعر غناء والإنسان مفطور على الغناء منذ نشأته.
بخلاف النثر - ونعني الفني منه لا لغة التخاطب - فإنه وليد الفكر ، والبدوي قليل التفكير ينفر من المنطق؛ فعقلية البدوي وثابة سريعة الانتقال، كانتقاله بين ليلة وضحاها من مفازة إلى مفازة.
ليس هذا في الأدب العربي فقط، فكل أمة في عهد بداوتها لا يكون أدبها إلا شعرا، ومتى انتقلت إلى الحضارة لا تحمل من تاريخها غير تلك الأناشيد الشعرية التي ترى فيها كل فخرها ومجدها.
فإذا بحثت في عهد بداوة العرب وغيرهم من الأمم لا تجد الساسة والحكماء والقادة ومدبري الشئون الاجتماعية إلا شعراء، ولا تجد أنظمة البدو وعواطفهم وحكمتهم إلا في الشعر.
Bilinmeyen sayfa