Adab al-Hewar min Khilal Seerah Musab ibn Umair

Adnan Al-Jabri d. Unknown
22

Adab al-Hewar min Khilal Seerah Musab ibn Umair

آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه

Yayıncı

دار الأوراق الثقافية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٥ هـ

Türler

أمه وقومه (١)، حتى هاجر إلى الحبشة (٢). فعندما جاء من المدينة إلى مكة أخبر رسول الله ﷺ بما جرى مع الأنصار (٣)، ثم ذهب إلى أمه فدار بينهما حوارٌ استطاع فيه ﵁ أن يكف عدوان أمه وقومه، فكان مما دار بينهما أن قالت له أمه: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله ﷺ وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله. قالت: ما شكَرْتَ ما رَثَيْتُكَ (٤)، مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب، فقال: أفرُّ بديني إن تفتنوني. فأرادت حبسه، فقال: لئن أنتِ حبستَنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي، قالت: فاذهب لشأنك، وجعلت تبكي " (٥)، فكانت الثقة والجرأة والأسلوب الحكيم سلاحًا استعمله مصعب بن عمير ﵁ لكف الشر الذي كاد أن ينزل به. رابعًا: توحيد الصفوف وجمع الكلمة: ومما يعين على ذلك، الحوار المنهجي الذي يجعل من المبادئ الإسلامية منهجيته، وآدابه مسلكًا له إلى تحقيق الهدف؛ لذلك أثمرت حوارات مصعب بن عمير ﵁ مع الأنصار، فقد توحدت صفوفهم واجتمعت كلمتهم، بعد أن كانت الحروب والصراعات قائمة بين الأوس والخزرج، فقد دخلوا الإسلام وأصبحوا إخوةً مجتمعين (٦)، وكان مصعب بن عمير ﵁ يصلي بهم، وكان يسمى المقرئ

(١) السهيلي: الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، ٤/ ٥٢. (٢) ابن اسحاق: سيرة ابن اسحاق، ص ١٧٤. (٣) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨. (٤) من رَثَى لَهُ إذا رَقّ وتَوَجَّعَ. ابن منظور: لسان العرب، ١٤/ ٣٠٩. (٥) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨. (٦) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٣٥.

1 / 25