İmam Muhammed El-Hadr Hüseyin'in Tam Eserleri Ansiklopedisi
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Türler
سيقت هذه الجملة المتضمنة أمر بني إسرائيل بذكر نعمته تعالى في آيات ألممنا بتفسيرها قريبا، وأعيدت هنا تأكيدا لتذكير المخاطبين بنعم الله # التي حقها أن تتلقى بخالص الشكر، ومن سنة القرآن إعادة الجمل التي تشتمل على أمر يستوجب مزيد العناية، وهذا شأن ذكر النعم؛ فإنه مدعاة إلى تواردها على الذاكر لها، وناهض بالنفوس الكريمة إلى شكرها، والجد في طاعة مرسلها، وهو مع هذا موصول برضا الخالق الذي هو أسمى غاية تتجه إليها الهمم، وتسعى لإحرازها ليلها ونهارها. ويشعر تكرار هذه الجملة أن في بني إسرائيل غفلة عن تقدير النعم، شأن من لا يبالي كفرانها.
{وأني فضلتكم على العالمين}:
قال تعالى في حق أمة الإسلام: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: 110]، وبنو إسرائيل إنما فضلهم الله على العالمين أيام كانوا يقيمون التوراة، ويكثر فيهم الأنبياء، وقد يذكر الله القوم بنعمة كان أسداها إلى أسلافهم؛ كالتفضيل على العالمين، ثم يذكر لهؤلاء القوم مساوئ تنزل بهم إلى الحضيض.
{واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا}:
اتقوا: احذروا. وتجزي: تقضي، من جزى بمعنى: قضى. والمعنى: احذروا يوما لا تقضي فيه نفس عن نفس شيئا من الحقوق. ومعنى اتقاء اليوم، وهو يوم القيامة: الحذر مما يجري فيه من فزع وعذاب، والحذر منه: بالسير على صراط الله المستقيم حسب الاستطاعة، فكأنه يقول: واستضيئوا بنور الإيمان، وأطيعوا الله فيما يأمر به أو ينهى عنه، وبهذه السيرة تسلموا من هول يوم القيامة وعذابه المهين.
{ولا يقبل منها شفاعة}:
Sayfa 91