قال: إذا كان صاحبك ابن الكونت دي نيفيل كما تدل القرائن، فلا بد أن يوجد في القرية من ينتبه إلى الشبه بينه وبين أبيه، وقد اتصل إلي أن الشبه تام، وأن البارون دي نيفيل قد نقل جميع رسوم أعضاء العائلة التي كانت في قصر الكونتيس إلى قصره، فسفرنا لا بد منه، وثلاثمائة فرنك تكفي.
فقال له شارنسون: إن هذا المبلغ موجود عندي.
فدهش فيلكس وقال: عندك أنت؟! - نعم، فلا تهتم لذلك. - أريد أن أعلم كيف أتاك هذا المال؟ - سوف تعلم.
وكان شارنسون واثقا من الحصول عليه؛ لأنه كان ينوي أن يقترضه من باكيتا دون أن يخبر صاحبه. وعند ذلك طرق الباب ودخل المتجول الذي اشترى المعطف، فالتفت إلى فيلكس وقال له: لقد وجدت يا سيدي في بطانة الثوب الذي اشتريته منك هذه الأوراق المالية، فخذها فهي مالك. فصاح فيلكس صيحة دهش، ومسح شارنسون عينيه كأنه يحسب نفسه في حلم.
وقد أخرج الرجل الأوراق من جيبه ودفعها إلى فيلكس، فنظر إليه فيلكس نظرة المنذهل، وقال له: إني لا أفهم ما تقول!
وسأله كاستيليون في ذلك، فأجابه المتجول قائلا: إن الأمر بسيط يا سيدي، فقد اشتريت في هذا الصباح رداء قديما منهما، وذهبت به إلى الحانوت وفتقت بطانته كي أنظفه وأصبغه وأصيره جديدا، فوجدت بين البطانة والظهارة أربع ورقات مالية، فقضت علي الذمة برد المال إلى صاحبه.
فقال فيلكس : ولكني ما خبأت في حياتي مالا على هذا الشكل، فهذا المال ليس لي.
فقال المتجول: ولا لي أنا أيضا، ثم ترك الأوراق على منضدة وانصرف، فحاول فيلكس أن يدركه، ولكن كاستيليون منعه، فقال له: ماذا تريد أن تصنع؟
قال: أريد أن أرد إليه المال فما هو بمالي.
قال: وليس هو ماله كذلك.
Bilinmeyen sayfa