Şehitlerin Babası Hüseyin Bin Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Türler
وكان منهم أناس كتبوا إلى الحسين يستدعونه إلى الكوفة ليبايعوه على حرب يزيد، لما ندبهم عمر بن سعد للقائه وسؤاله أحجموا عما ندبهم له واستعفوه؛ لأن جوابهم إن سألوه في شأن مجيئه إليهم: إنني جئتكم ملبيا ما دعوتم إليه!
وركب أناسا منهم الفزع الدائم بقية حياتهم ؛ لأنهم عرفوا الإثم فيما اقترفوه عرفانا لا تسعهم المغالطة فيه، ومن هؤلاء رجل من بني أبان بن دارم كان يقول: قتلت شابا أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها، فأصيح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي. •••
ورأى هذا الرجل صاحبا له بعد حين، وقد تغير وجهه واسود لونه، فقال له: «ما كدت أعرفك.» وكان يعرفه جميلا شديد البياض.
ومنهم من كان يتزاور عن الحسين في المعمعة، ويخشى أن يصيبه أو يصاب على يديه، ولو أنهم حاربوه لأنهم علموا أنه أهل للمحاربة فلم يتزاوروا عنه ولم يتحاشوه؛ لكانت الحرب هنالك حربا بين رأيين ومذهبين وشجاعتين، ولكنهم كشفوا أنفسهم بتحاشيهم إياه، فإذا هم يحاربون رأيهم الذي يدينون به، ووليهم الذي يضمرون له الحرمة والكرامة، في ذلك خزيهم الأثيم.
على أن الجبن والجشع لا يفسران كل ما اقترفه جيش عبيد الله من شر ولؤم في أيام كربلاء.
فلا حاجة بالجبان ولا بالجشع إلى التمثيل والتنكيل أو التبرع بالإيذاء حيث لا تلجئه الضرورة إليه، وليس قتل الطفل الذي يموت من العطش وهو على مورد الماء بالأمر الذي يلجئ إليه الجبن أو يلجئ إليه طلب المال، وقد حدث في أيام كربلاء من أمثال هذا البغي اللئيم شيء كثير رواه الأمويون، ولم تقتصر روايته على الهاشميين والطالبيين أو أعداء بني أمية! •••
وينبغي أن نفهم ذلك على وجه واحد لا سبيل إلى فهمه بغيره، وهو نكسة الشر في النفوس البشرية، حين تلج بها مغالطة الشعور وحين تغالب عنانها حتى تعييها المغالبة فينطلق بها العنان.
فالرجل الخبيث المغرق في الخباثة قد يتصرف في خلوته تصرف الأنذال، ثم لا يبالي أن يعرف نذالته وهو بنجوة من أعين الرقباء، ولكن أربعة الآلاف لا يتصارحون بالنذالة بينهم، ولا يقول بعضهم لبعض إنهم يعملون ما يستحقون به التحقير والمهانة، ولا تقبل لهم فيه معذرة ولا علالة، وإنما شأنهم في هذه الحالة أن يصطنعوا الحماسة، ويجاهدوا التردد ما استطاعوا؛ ليظهروا في ثوب الغلاة المصدقين الذين لا يشكون لحظة في صدق ما يعملون، فيغمض الرجل منهم عينيه، ويستتر بغشاء من النفاق حتى ليوشك أن يخدع نفسه عن طوية فؤاده.
وتلك لجاجة المغالطة في الشعور.
أما مجاذبة النفس عنانها وانطلاقها بعد هذه المجاذبة المخفقة، فالشواهد عليها كثيرة فيما نراه كل يوم؛ يحاول الرجل أن يجتنب الخمر فلا يستطيع، فإذا هو قد خلع العذار، وغرق فيها ليله ونهاره غير مبال بما يقال كأنما هو القائل: «دع عنك لومي فإن اللوم إغراء.»
Bilinmeyen sayfa