Şehitlerin Babası Hüseyin Bin Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Türler
وقالوا: إن يزيد كف عن كثير مما كان يصنع بعد هذه النصيحة، وإن معاوية أخذ برأي زياد في التؤدة فلم يجهر بعقد البيعة حتى مات زياد.
وقد أحس معاوية الامتعاض من بيته قبل أن يحسه من الغرباء عنه. فكانت امرأته «فاختة» بنت قرطة بن حبيب بن عبد شمس تكره بيعة يزيد، وتود لو أثر بالبيعة ابنها عبد الله، فقالت له: ما أشار به عليك المغيرة؟ أراد أن يجعل لك عدوا من نفسك يتمنى هلاكك كل يوم.
واشتدت نقمة مروان بن الحكم - وهو أقرب الأقرباء إلى معاوية - حين بلغته دعوة العهد ليزيد فأبى أن يأخذ العهد له من أهل المدينة، وكتب إلى معاوية: «إن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك.» فعزله معاوية من ولاية المدينة وولاها سعيد بن العاص. فأوشك مروان أن يثور، ويعلن الخروج، وذهب إلى أخواله من بني كنانة فنصروه وقالوا له: نحن نبلك في يدك وسيفك في قرابك. فمن رميته بنا أصبناه، ومن ضربته قطعناه ... الرأي رأيك، ونحن طوع يمينك.
ثم أقبل مروان في وفد منهم كثير إلى دمشق، فذهب إلى قصر معاوية وقد أذن للناس، فمنعه الحاجب؛ لكثرة من رأى معه فضربوه واقتحموا الباب. ودخل مروان وهم معه حتى سلم على معاوية وأغلظ له القول. فخاف معاوية هذا الجمع من وجوه قومه، وترضى مروان ما استطاع، وجعل له ألف دينار كل شهر ومائة لمن كان معه من أهل بيته. •••
ولم يكن مروان وحده بالغاضب بين بني أمية من بيعة يزيد، بل كان سعيد بن عثمان بن عفان يرى أنه أحق منه بالخلافة؛ لأنه ابن عثمان الذي تذرع معاوية إلى الخلافة باسمه. فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، علام تبايع ليزيد وتتركني! فوالله لتعلم أن أبي خير من أبيه وأمي خير من أمه، وأنك إنما نلت ما نلت بأبي.
فسرى معاوية عنه، وقال له ضاحكا هاشا: يابن أخي، أما قولك إن أباك خير من أبيه، فيوم من عثمان خير من معاوية، وأما قولك إن أمك خير من أمه، ففضل قرشية على كلبية فضل بين، وأما أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك فإنما الملك يؤتيه الله من يشاء. قتل أبوك رحمه الله فتواكلته بنو العاص وقامت فيه بنو حرب، فنحن أعظم بذلك منة عليك، وأما أن تكون خيرا من يزيد فوالله ما أحب أن داري مملوءة رجالا مثلك بيزيد، ولكن دعني من هذا القول وسلني أعطك. وولاه خراسان.
فكان أكبر بني أمية أعظمهم أملا في الخلافة بعد معاوية، وكان بغضهم لبيعة يزيد على قدر أملهم فيها، وهؤلاء - وإن جمعتهم مصلحة الأسرة فترة من الزمن - لم تكن منافستهم هذه ليزيد بالعلامة التي تؤذن بالبقاء وتبشره بالضمان والقرار.
وعلى هذا النحو ولدت بيعة يزيد بين التوجس والمساومة والإكراه.
وبهذه الجفوة قوبلت بين أخلص الأعوان وأقرب القرباء.
وظهر من اللحظات الأولى، أن المغيرة بن شعبة كان سمسارا يصافق على ما لا يملك؛ فقد ضمن الكوفة والبصرة ومنع الخلاف في غيرهما، فإذا الكوفة أول من كره بيعة يزيد، وإذا البصرة تتلكأ في الجواب وواليها يرجئ الأمر، ويوصي بالتمهل فيه، فلا يقدم عليه معاوية في حياته، وإذا أطراف الدولة من ناحية همذان تثور، وإذا بالحجاز يستعصي على بني أمية سنوات، وإذا باليمن ليس فيها نصير للأمويين، ولو وجدت خارجا يعلن الثورة عليهم لكانت ثورتها كثورة الحجاز.
Bilinmeyen sayfa