Şehitlerin Babası Hüseyin Bin Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Türler
أما بعد ... فإني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتطاوله ولا لتعتذر عنه ولا لتقعد له عندي شافعا. انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي مسلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون. فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم. فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل جندنا وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، والسلام.
وختمت مأساة كربلاء كلها بعد أيام معدودات.
ولكنها أيام بقيت لها جريرة لم يحمدها طالب منفعة ولا طالب مروءة، ومضت مئات السنين وهي لا تمحو آثار تلك الأيام في تاريخ الشرق والإسلام.
الفصل السادس
هل أصاب؟
خطأ الشهداء
خروج الحسين من مكة إلى العراق حركة لا يسهل الحكم عليها بمقياس الحوادث اليومية؛ لأنها حركة من أندر حركات التاريخ في باب الدعوة الدينية أو الدعوة السياسية. لا تتكرر كل يوم، ولا يقوم بها كل رجل، ولا يأتي الصواب فيها - إن أصابت - من نحو واحد ينحصر القول فيه، ولا يأتي الخطأ فيها - إن أخطأت - من سبب واحد يمتنع الاختلاف عليه. وقد يكون العرف فيها بين أصوب الصواب وأخطأ الخطأ فرقا صغيرا من فعل المصادفة والتوفيق، فهو خليق أن يذهب إلى النقيضين.
هي حركة لا يأتي بها إلا رجال خلقوا لأمثالها فلا تخطر لغيرهم على بال؛ لأنها تعلو على حكم الواقع القريب الذي يتوخاه في مقاصده سالك الطريق اللاحب والدرب المطروق.
هي حركة فذة يقدم عليها الرجال أفذاذ، من اللغو أن ندينهم بما يعمله رجال من غير هذا المعدن وعلى غير هذه الوتيرة؛ لأنهم يحسون ويفهمون، ويطلبون غير الذي يحسه ويفهمه ويطلبه أولئك الرجال.
هي ليست ضربة مغامر من مغامري السياسة، ولا صفقة مساوم من مساومي التجارة، ولا وسيلة متوسل ينزل على حكم الدنيا أو تنزل الدنيا على حكمه، ولكنها وسيلة من يدين نفسه ويدين الدنيا برأي من الآراء هو مؤمن به ومؤمن بوجوب إيمان الناس به دون غيره. فإن قبلته الدنيا قبلها وإن لم تقبله فسيان عنده فواته بالموت أو فواته بالحياة، بل لعل فواته بالموت أشهى إليه.
Bilinmeyen sayfa